عنوان الفتوى: حكم من تشغله الهموم عن أداء عمله
لدي سؤال هام وأتمنى سرعة الرد لو تكرمتم وذلك لأن هذا الأمر يشغلني كثيرا بل ويؤرقني خاصة ونحن في رمضان هذا الشهر الفضيل شهر الدعاء وأخشى أن ما أنا فيه يكون مانعا لاستجابة دعائي، لذلك أرجوكم أريد جوابا شافيا في سؤالي التالي: الموضوع يتعلق بعملي، حيث إني أعمل مبرمجة أي أقوم بتطوير برامج لأغراض مختلفة، والمشكلة أن عملي يعتمد تقريبا بشكل كلي على صفاء الذهن والتركيز، ومشكلتي أني لدي الكثير من المشاكل والهموم في حياتي وأحيانا كثيرة تحدث أمور طارئة في البيت أو العمل أو حتى عندما تكون هناك مناسبة أو حدث هام في العائلة أو عندما يكون لدي موضوع أفكر به أو فكرة أرغب بتنفيذها أو امتحان في المعهد الذي أدرس به، المهم كل هذه الأشياء تشوش علي في العمل وتجعلني غير قادرة على العمل والتركيز وقد أجلس أمام الحاسوب خمس ساعات، ولكني أكون قد عملت فقط ساعتين أحاول قدر الإمكان أن أعوض الساعات التي لم أعمل فيها في البيت، ولكن غالبا لا يكون لدي وقت وتكون لدي انشغالات أخرى هذا الموضوع يؤرقني كثيرا بل ويسبب لي الغم والضيق وكل يوم في نهاية الدوام عندما أجد أني لم أوف ساعات العمل حقها أشعر بالحزن والاكتئاب، وذلك لأني لا أريد أن أكون هكذا ولا أملك ذلك، أريد أن أكون موظفة ناجحة مبدعة في عملي والأهم من ذلك أن أشعر بخوف شديد وألم كلما استلمت راتبي آخر كل شهر، أشعر أني لا أستحقه وأخشى أن يكون مالا حراما فأكون أطعمت نفسي نارا وأعوذ بالله من النار، حتى أنني في رمضان الماضي تبرعت براتب شهر كامل لإحدى الجمعيات الخيرية عسى أن يكون ذلك تطهيرا لمالي من الحرام، لا أدري ما حكم هذا المال أو الراتب الذي استلمه كل شهر، هل يعتبر مالا حراما وإن كان كذلك ماذا أفعل وما هو الحل خاصة وأنا أعتقد أن الكثيرين مثلي فكل له همومه ومشاكله، ولكن ربما المشكلة هي في طبيعة عملي الذي يعتمد على التركيز والذهن الصافي وقد فكرت كثيرا أن أترك عملي فقط لهذا السبب، إن مجرد التفكير أني آخذ مالا حراما يجعلني أرتعد خوفا وأخشى أن أحرم إجابة الدعاء وأكثر من ذلك أخشى عقاب الله يوم القيامة، أفتوني في أمري؟ بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الموظف يعتبر أجيراً خاصاً وهو من قُُدَّر نفعه بزمن، بمعنى أن جميع منافع الأجير في زمن الإجارة (الدوام الرسمي) يعتبر ملكاً للمستأجر، فإذا فرط الأجير في هذا الوقت خصم من أجرته بقدر ذلك.
وعليه.. فإذا كان الواقع هو أنك تمضين هذه الساعات مشغولة البال منصرفة عن عملك، ولم يجر عرف عملك على المسامحة في هذا فإن عليك أن تخبري المسؤولين بهذا، فإن أذنوا لك وعفوا عنك فذاك، وإلا لزمك ردّ ما يقابل هذه الساعات من مرتبك للجهة التي تعملين بها لا أن تتصدقي بذلك، فإنك لا تملكين هذا المال حتى تتصدقي به، كما أن صاحبه موجود يمكن رده إليه، وراجعي الفتوى رقم: 60125.
والله أعلم.