عنوان الفتوى : الآثار الضارة للعلاقات بين الشباب والشابات
ما هو حكم علاقات ما قبل الزواج و ما هي آثارها على مستقبل الإنسان بعد الزواج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإقامة العلاقات بين الشباب والشابات قبل الزواج من خطوات الشيطان إلى الحرام ، ولا يخفى ما لها من الآثار على الحاضر والمستقبل كما صرحت بذلك نصوص الشرع ، وكما هو مشاهد ، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء . وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .
ومن رأى افتتان الشباب بالنساء ، وكثرة ما يقع من الشر بمصادقتهن ، علم صدق نصح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، وكمال شفقته ورحمته بهم .
فكم من فتاة انتهك عرضها وضاع شرفها بسبب تلك العلاقات ، وكم من بنت حرمت من الزواج وعاشت حياة شاذة بسبب ما كان لها من علاقات ، وكم من حالات إجهاض تسببت فيه تلك العلاقات ، بل وكم من طفل بريء وَأَدَتْه أمه خشية الفضيحة والمعرة بين المجتمع وكان سبب ذلك هو تلك العلاقات ، وكم من فتى انحرف وعاش بعيداً عن ربه بسبب ما كان قد أقامه من علاقات ، إلى غير ذلك من الأمور التي يصعب حصرها .
وإذا صحت هذه الملاحظات -وهي صحيحة- فلا شك في أن البيت الذي كان طرفاه قد تعرضا لبعض تلك الآثار ، ستكون الحياة فيه في الغالب متميزة بشيء من الانحراف .
مع أنه لا مانع من أن يكون الحال مستقيما في بيت كان أهله قد ارتبطا بعلاقة قبل الزواج ، وما ذكرناه إنما هو -في الغالب- كما قلنا ، وذلك لأن الله تعالى بفضله وكرمه جعل التوبة من الذنوب والإنابة إلى الله تكفر كل ما كان قد اقترفه الإنسان ، وقد يصلح حال المرء بعد التوبة إلى درجة لم يبلغها من كان مستقيماً من أول أمره .
والله أعلم .