عنوان الفتوى : كيفية التخلص من الخطرات النفسية والشيطانية
هل يحاسب الله الإنسان عما توسوس به نفسه؟أو عما تكلمه نفسه ؟وكيف أفرق بين كلام النفس ووسوسة الشيطان؟لأني أعاني من بعض الأمور التي تقولها نفسي لي وكيف أتخلص منها لأنها بدأت تؤثر في تفكيري ؟ وجزاكم الله عنا كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن خطرات النفوس معفو عنها ما لم يتكلم بها صاحبها أو يعمل بها لما في الحديث : إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم . متفق عليه
وأما التخلص من الخطرات النفسية والشيطانية فيتم بالتعوذ منهما كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ منهما فيقول كما في حديث مسلم في خطبة الحاجة : ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . وقد سأله أبو بكر فقال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك . رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح .
وقال الله تعالى : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ {فصلت : 36 }
ومن وسائل التخلص منها صرف القلب عن الاسترسال في خواطر الشر وكثرة النظر في كتب الترغيب والترهيب والبعد عن الفراغ ووضع برنامج مملوء بالفائدة يشحن العبد به وقته ويملاً به فراغه ، ويجعل أوامر الوحي منطلقه في كل أعماله، مقدما الفرائض والأولويات غير مشتغل بفضول المباحات عن الطاعات فأحرى المحرمات فقد قال الله تعالى : وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه . كما في الحديث القدسي الذي رواه البخاري
وأما معرفة الفرق بينهما فينبغي أن يعلم أولاً أن على العبد أن يزن كل خاطر يرد على قلبه بميزان الشرع ويتأمل في حكم الله فيه . وقد ذكر بعض من تكلموا في تزكية النفوس أن النفس تختلف خواطرها باختلاف حالها . فالأمارة بالسوء تأمر بالشر غالباً ، والنفس المطمئنة تأمر بالخير غالباً ، وأما الشيطان فلا يكون خاطره إلا سيئا يأمر بالفحشاء ويعد بالكذب ويغوي الناس ويزين لهم الشر ويغلهم عن الصراط المستقيم، فقد حلف فقال : فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {ص: 82 } وقال : لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {الحجر: 39 } ولكنه قد يأمر ببعض أعمال الخير ليصرف بها العبد عما هو أفضل منها، فيشغله بالأعمال القاصرة كنوافل العبادات عن الأعمال المتعدي نفعها للغير كفروض الكفايات ، فيشغل بعض الشباب الأذكياء بالإتيان بكثير من الأذكار ونوافل الصلوات عن دراسة ما تحتاجه الأمة من علوم الشرع . وقد يحمل العبد على السهر في قيام الليل ليفوت عليه صلاة الصبح إلى غير ذلك . وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها : 58477 //12300 //24096 //8685 //22623 //27493 //33860 .
والله أعلم .