عنوان الفتوى : حديث النفس...بين المؤاخذة والتجاوز
ماحكم رجل حدثته نفسه بشيء يؤدي إلى الكفر ؟ فهل نكفره ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حديث النفس، ووساوس الشيطان، والخواطر التي تمر بالقلب دون أن يطمئن إليها.. لا يؤاخذ الشخص بها شرعاً ما لم يتلفظ بها صاحبها أو يعمل بمقتضاها.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " وإن كان حديث النفس يتعلق بالعقيدة والإيمان ولكن النفس تأباه وتكره فإن ذلك هو الإيمان أو صريح الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: " ذاك صريح الإيمان "
ونظم هذا المعنى بعض الفضلاء فقال:
وما به يوسس الشيطان والقلب يأباه هو الإيمان
فلا تحاجج عنده اللعينا فإنه يزيده تمكينا
فينبغي للمسلم إذا وجد شيئاً من ذلك أن يقطعه عن نفسه، ولا يسترسل فيه.
ولمزيد من الفائدة نحيلك إلى الفتوى رقم 12300
والله أعلم.