عنوان الفتوى : العفو من صفات المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم إخواني الأكارم، سؤالي هو كالتالي: قام والد زوجي بطرد أخي المقيم لأن أهلي ليسوا موجودين في نفس البلاد والذي قدر له بعد الحضور إلى البلاد (فلسيطن) لغرض الزيارة أن تغلق المعابر ويفقد إقامته في البلاد التي يقيم بها أهلنا، وحصلت بعد ذلك تجاوزات أخرى من طرف والد زوجي لم أقم أنا أو أخي بالرد عليها، علما بأن زوجي يعلم جيدا بأن والده مخطئ وليس علي أي حق، وأنا الآن في قطيعة مع والد زوجي منذ مدة شهرين، لدرجة أني أراه ولا ألقي عليه التحية منذ ذلك الحين، علما بأنه طرد أخي كان بدون أي سبب أبداً لأن أخي على خلق ودين وقام كذلك بمنعه من زيارتي، هل يأثم زوجي وأأثم أنا بقطيعتي لوالد زوجي، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنذكرك أيتها الأخت الكريمة بقول الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}، فالعفو من صفات المؤمنين، وتكفي المدة السالفة في إظهار غضبكم وعدم رضاكم بما فعله والد زوجك، ولا يجوز لزوجك أن يحول بينك وبين صلة أخيك أحرى والده إلا أن يكون لغرض معتبر شرعاً، ولا تأثمين بقطع الصلة بينك وبين والد زوجك أو عدم إلقاء السلام عليه إن كان ذلك يردعه ويكفه عن تصرفه المشين، وعموماً فننصح بغلق باب الشيطان، فإن الشيطان يأمر بالتقاطع والتدابر بين المسلمين فكونوا عباد الله إخواناً، ومن خلق المسلم أن يحسن إلى من أساء إليه ويعفو عمن ظلمه.
والله أعلم.