عنوان الفتوى: اللجوء إلى الغش للحصول على المنحة الدراسية
أنا شاب مسلم والحمد لله، نشأت على طاعة الله وملازمة العلماء، حصلت معي قصه منذ حوالي سنه جعلتني في وضع غير مستقر نفسيا، وأثرت على عبادتي، نجحت في مسابقه لتعيين مدرسين في الجامعه في بلدي وتم تعييني كمدرس حيث إنني كنت من المتفوقين في الجامعه بفضل الله تعالى، حيث لدينا نظام في البلد أن الذي يعين مدرساً في الجامعه (معيداً) تقوم الجامعة بإرساله للحصول على الدكتوراه خارج البلد، وبالفعل تم ترشيحي للسفر إلى إنجلترا، ولكن طلبت مني الجامعة أن أحضر دورة لغة، وبالفعل حضرت دورة اللغة ومدتها تسعة أشهر وتحسنت لغتي الإنجليزية، بعد ذلك طلبت الجامعة أن أتقدم لفحص دولي في اللغة الإنجليزية للحصول على شهادة دولية مطلوبه من الجامعات الإنجليزية، وكان هناك علامات معينه مطلوبة من الجامعاتتقدمنا إلى هذا الفحص أنا وزملائي الذين عينوا معي وحصلنا على العلامات وفي نفس الوقت حصلت على قبول من جامعة في إنجلترا حيث قبلتني من غير هذا الفحص بمجرد أنني أتقن الإنجليزية بمستوى مقبولالذي حصل أن الوزارة لدينا وضعت حد للعلامات المطلوبة من قبلها يعني إذا الطالب حصل على أقل يطلب منه إعادة الإمتحان، مع العلم بأنه من الممكن أن تكون الجامعة التي سوف يتابع فيها دراسته في إنجلترا موافقة عليه كما حصل معي وهذا تناقض الذي حصل معي أنني حصلت على علامة أقل من العلامة المطلوبة من قبل الوزارة، وفي هذا الوقت كانت الجامعة في إنجلترا تنتظرني حيث بدأ العام الدراسي هناك حاولت إقناع الوزارة بأنني متأخر ولازم أسافر حالا، ولكن المسؤول أصر على أنني لازم أعيد الإمتحان وفي هذا الوقت كانت أعصابي متوترة وفقدت الثقة بالنفس وعشت بصراع مع نفسي وبالفعل أعدت الامتحان مرة أخرى، ولكن لم أتوفق لأنني كرهت هذا الامتحان فوجدت حلاً حيث طلبت من زميل لي أن يتقدم للامتحان بدلاً مني ودعوت الله أن يختار لي الخير وبالفعل تقدم زميلي للامتحان بدلاً مني وحصل على العلامة المطلوبة من الوزارة، وبالفعل مباشرة سافرت إلى جامعتي في إنجلترا وبدأت الدراسة وبوضع صعب لأنني تأخرت شهراً عن العام الدراسي والحمد لله نجحت في كل المواد وأنهيت الماجستير بتوفيق الله، الذي حصل معي أنه عندما وصلت إلى انجلترا بدأت أفكر هل ما فعلته حرام أم مباح لي لأنني مضطر كي آخذ حقي في طلب العلم وأتخلص من الشروط المتخلفة التي يضعها أناس لا يفقهون شيئاً وإلى الآن يؤنبني ضميري ودائما أفكر بالذي فعلت وهذا أثر على دراستي وتركيزي مع أنني سألت الكثير من أهل العلم وأجابوني أنه لا شيء علي وأحيانا أفكر هل الراتب الذي أتقاضاه فيه حرمانية أم أنه حلال، أجيبوني جزاكم الله خيراً، وساعدوني في معرفة ماذا علي أن أفعل هل أكمل دراستي أم أعود إلى بلدي، وكيف أقنع نفسي بالجواب وأهون علي حالي حيث أحس أن الله سبحانه وتعالى لم يعد يتقبل مني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الغش محرم كما يدل الحديث المروي في صحيح مسلم: من غش فليس مني.
ولا شك أن ما فعلته غش صُراح، لأنك لم تؤد المشروط عليك لنيل المنحة الدراسية، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح. ورواه البخاري في صحيحه معلقاً بصيغة الجزم.
والواجب عليك الآن هو التوبة النصوح مما مضى، وعقد العزم على ألا تعود إليه في المستقبل، فالله تعالى يقبل توبة التائبين، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فإذا تبت إلى الله تعالى وتابعت دراستك بالطريقة الصحيحة مع تطبيق ما اتفقت عليه مع المؤسسة وأخذت الشهادة العلمية بموجب ذلك فإنها شهادة شرعية يجوز العمل بها -إن شاء الله تعالى- وما نتج عن العمل بها من المال حلال إن شاء الله تعالى، إذا سلم من الموانع الأخرى، ولا يؤثر عليه الغش في بعض المواد الذي سبقت التوبة النصوح منه.
وعليه، فإنا ننصحك بالتوبة والجد في الدراسة في باقي زمن دراستك بالكلية وأن تحرص على استيعاب المقررات، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17590، 10150، 23470، 33364.
والله أعلم.