عنوان الفتوى : شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الدراسة
أنا مقيم في السعودية، وأنا الآن في الصف الثاني الثانوي، والخطة أن أكمل الثانوية خارج السعودية؛ تلافيًا لرسوم المرافقين، فعندما سألنا عن الأوضاع في تلك الدولة، تبيّن لنا أنه يلزمنا شراء شهادة ثاني ثانوي لإكمال الثانوية، سواء أكملت ثاني ثانوي في السعودية أم لا؟ ف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشراء شهادة ثانوية باسمك، تقتضي أنك درست بهذا المكان، واختبرت، ونلت درجات كذا وكذا، يعتبر من التزوير، والأصل حرمة ذلك؛ لقول الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}، وقول النبي الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثًا؟ قلنا: بلى -يا رسول الله-. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ـ وكان متكئًا، فجلس ـ فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها؛ حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول، فيشمل الكذب، والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة، فيختصّ بها، وقد يضاف إلى الفعل، ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زورًا. اهـ.
وذكر العلماء -كما في الموسوعة الفقهية- تحت كلمة التزوير: أن التزوير يشمل التزوير والغش في الوثائق، والسجلات، ومحاكاة خطوط الآخرين، وتوقيعاتهم بقصد الخداع، والكذب. اهـ.
وما ذكرته لا يبيح ذلك التزوير.
والله أعلم.