عنوان الفتوى : طواف المرأة الإفاضة وهي ينزل منها ماء بني
بسم الله الرحمن الرحيم حججت مؤخرا وأثناء طواف الإفاضة نزل مني ماء بني علما أني كنت أتناول حبوب منع الحمل لمنع الحيض ثم إني نسيت تناولها قبل يوم الطواف .فهل يعتبر ذلك حيضا ومادا علي علما أنني طفت.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان السائل المذكور نزل في فترة الحيض المعتادة أو كان قد مضى بينه وبين الحيض السابق أقل الطهر وهو خمسة عشر يوما فأكثر واستمر يوما وليلة فأكثر فإنه يعتبر حيضا وذلك لأن مواصفات هذا السائل تشبه ما يسمى بالكدرة وهي في زمن الحيض حيض كما سبق توضيحه في الفتوى رقم: 5800 وعلى هذا، فإن كنت قد اقتصرت على هذا الطواف الذي نزل عليك فيه الحيض ولم تطوفي مرة أخرى وأنت طاهر فإنه لا يجزئك على قول الجمهور من أهل العلم لأن الطهارة شرط في صحة الطواف، ويرى الأحناف أن الطواف يصح بدون طهارة مع وجوب الدم وهو بدنة تذبح وتوزع على فقراء الحرم جبرا لهذا النقص وقد سبق توضيح كلام أهل العلم في هذا المعنى في الفتوى رقم: 7072، فالرجاء مراجعته، ولك الأخذ بقول الأحناف ومن أيد قولهم في حالة العجز عن البقاء بمكة حتى تطهري وتطوفي. وإن كانت الفترة التي نزل فيها السائل غير فترة الحيض ولم يمض على الحيض السابق أقل الطهر فإنه لا يعتبر حيضا لأن الكدرة في غير زمن الحيض لا تعتبر حيضا وكذلك إن لم يستمر يوما وليلة فإنه لا يعتبر حيضا عند غير المالكية ولكنه ناقض للطهارة على كل حال. وفي حال الاقتصار على الطواف بدون طهارة فإن في ذلك يجري الخلاف المذكور في اشتراط الطهارة للطواف وهو الخلاف المذكور في الفتوى الأخيرة المشار إليها، غير أن الأحناف لا يوجبون الدم على من طاف محدثا حدثا اصغر وإنما عليه صدقة.
والله أعلم.