عنوان الفتوى : النصح لمن يفعل المنكر فإن لم ينزجر فالهجر
لقد كنت في اختبار ولم أعرف الإجابة ولقد كنت أفكر فيها ولم أطلبها من أحد وبعد ذلك جاءت إلي المعلمة المراقبة على الاختبار ولم تكن هي معلمة المادة لأن معلمة المادة غائبة وسألتني (ماهو
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ما دمت حصلت على الإجابة من غير بحث ولا سؤال عنها، فلا حرج عليك في كتابتها والاستفادة منها، كما لا حرج عليك أيضا في عدم الإبلاغ عن المعلمة، ما لم يتكرر منها ما يسبب ضرراً عليك، أو على غيرك من الطالبات، بعد أن تنصحيها وتخبريها بأنها إذا لم تنته فسوف تخبرين المشرفة عنها، بل الواجب في هذه الحالة ـ أعني ما إذا لم يتكرر منها ما بدر منها ـ أن تستريها ولا تبلغي عنها ـ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة" رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني في الجامع الصغير.
أما من يفعلن المنكر، فالواجب عليك نحوهن أن تقدمي لهن النصح بأمرهن بالمعروف ونهيهن عن ذلك المنكر، فإذا لم تستجبن وتمادين في منكرهن متجاهرات، فبلغي عنهن المشرفة، أو غيرها ممن يرتدعن بنهيه، ولا تجلسي معهن في هذه الحالة. فإن العلماء قالوا إن من لم يقدر على تغيير المنكر فينبغي له أن لا يجالس أهله، وأن يقوم عنهم حتى لا يتناوله قوله تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم) [النساء: 140]. والله تعالى أعلم.