عنوان الفتوى : الصبر والاحتساب في تربية الأولاد ورعاية البيت
أعصابي تعبانة من شغل البيت والأولاد, أعطي الجميع ولا آخذ شيئا, فمن يرعاني أنا, والكل له مطالب فأين من يسمع مطالبي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فطر الله -عز وجل- الناس على حب أولادهم، قال الله تعالى: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا {الكهف:46}، ومن سنة الله في خلقه أن يبذل الأبوان الغالي والنفيس من أجل تربية أبنائهم وتنشئتهم وتعليمهم.
ومسؤولية الوالدين في ذلك كبيرة، فالأبناء أمانة في عنق والديهم، وتربية الأم بالذات في السنوات الأول، وثوابها على حسن التربية عظيم، ومن أجل ذلك أوصى الله تعالى الأولاد بالإحسان إلى الأم وقدم الإحسان إليها على الإحسان إلى الأب، اعترافاً بجميلها وتقديراً لعنائها، كما أن لها الثواب عند الله تعالى إن أخلصت ذلك لوجه الله، فسيجعل الله تعالى ولدها قرة عين لها، كما ستنتفع بدعائه وبره بعد موتها.
وانطلاقاً من هذه المعطيات نوصيك أيتها الأخت الكريمة بأن تصبري على تربية أولادك، وتحتسبي الأجر الكثير في ذلك، واعلمي أنهم إذا صلحوا فسيكونون قرة عين لك، وسيعطونك ويرعونك ويسمعون مطالبك، وستسعدين بهم في الدنيا والآخرة، وإذا فسدوا فسيكون الحال بعكس ذلك، فلا تتضجري مما تعانينه منهم، واستمري في تنشئتهم على الفضيلة وستجنين ثمرة كل ذلك إن شاء الله.
والله أعلم.