عنوان الفتوى : لا يحتج بحديث "لا يزال الجهاد حلواً.."
وقفت منذ مدة على حديث نبوي شريف عن الجهاد وكنت أقرأه لأول مرة، والحديث هو:"روى ابن عساكر عن زيد بن أسلم عن أبيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الجهاد حلواً خضراً ما قطر القطر من السماء وسيأتي على الناس زمان يقول فيه قراء منهم: ليس هذا بزمان جهاد فمن أدرك ذلك الزمان فنعم زمان الجهاد، قالوا: يا رسول الله أو أحد يقول ذلك؟ قال: نعم من لعنه الله والملائكة والناس أجمعون"، والآن كما نعرف وكما قال الكثير من الشيوخ في التلفاز فباب الجهاد مغلق أمام الشباب المسلم.. وأصبح الشباب يقولون الآن باب الجهاد مغلق وليس الآن زمن الجهاد... فهل يدخل الشباب المسلم والشيوخ تحت هذا الحديث، ومتى يجب الجهاد على المسلم، ومتى يدخل المسلم تحت باب تعطيل الجهاد؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث رواه ابن عساكر والداني في كتابه (السنن الواردة في الفتن بألفاظ متقاربة)، وقد قدمنا الكلام على ضعف روايتهما في الفتوى رقم: 55223.
وقد رواه ابن هبة الله في تاريخ مدينة دمشق بلفظ قريب من لفظ ابن عساكر وفي سندهما يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وقد ضعفه شبعة وابن حبان وابن حجر وابن كثير، وفيه عباد بن كثير متروك، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والبخاري، وبناء على ضعف الحديث فإنه لا يحتج به ولا يتكلف البحث عمن دخل فيه، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية للفائدة: 7408، 7730، 12916، 54245، 15869، 32949.
والله أعلم.