عنوان الفتوى : وقوع الزوج في بعض الأخطاء لا يبرر طلب الطلاق
متزوجة منذ 3 سنوات ولدي طفل. في الأيام الأولى من زواجنا كان يجلس زوجي على الانترنت للمشاركة في المنتديات وكان ذلك لفترات طويلة تقريبا لاحظت مع الأيام أنه كان يقرأ رسالة من الرسائل الخاصة التي تبعث له من خلال أعضاء المنتدى وكانت من الفتيات أحيانا وكنت أتضايق لذلك ومع مرور الأيام لاحظت أنه يتحدث على الماسنجر وأخبرته من هؤلاء قال أصدقائي وابن خالي في مصر ولكن أصابني الشك في أحد الأيام وراقبته حتى رأيت أنه كتب لأحد الأشخاص لا أعلم إذا كان فتى أم فتاة " أخاف أن تشك زوجتي فيني" وبعد ذلك كتب" أحبك" للشخص ومنذ أن رأيت ذلك أحسست بالضيق والألم لدرجة لم أستطع البوح له بما فعله هو . ومع الأيام لاحظت وجود أفلام جنسية في طاولة الكمبيوتر فصارحته وقال إنها لصديقه لا يريد أن تعرف زوجته بالأشرطة وحلف لي أنه لم ير منها شيئا وسوف يردها في اليوم الثاني لصديقه ويقطع العلاقة معه. وهاهو في المرة الأخيرة بينما كنت أجلس على الانترنت اكتشفت أنه يشاهد مقاطع جنسية على الانترنت وعند المصارحة قال بأن صديقه قد أرسل له على البريد الالكتروني وذلك لأنني قصرت معه من الناحية الجنسية وعلما أن التقصير كان بسبب مرضي أنا وابني فقط وأخبرته بذلك وأنا الآن أخبرته بأني سامحته إلا أنني من الداخل أحس بالألم ولا أريد إخبار أحد بالموضوع حتى لاتصبح مشاكل بيننا ولقد وعدني بعدم فعل ذلك لكن لا أصدقه مادام هذا الصديق معه ولا يفارقه وأخبرته بالانفصال عنه إلا أنه يقول لي حسنا ولكن تأتي المشاكل منه بعد فترة وأنا أحس بأني أعيش مع إنسان كذاب وأشك في تصرفاته أحيانا ولكن أستغفر الله وأتعوذ من الشيطان وأخبرته إذا غلط في المرة القادمة لن أعيش معه لأنني لا أحتمل العيش مع مراهق ومع إنسان سوف أظل أشك فيه طول العمر بالكذب والمشاعر الوهمية وأحاول أن لا أنجب منه الآن حتى أتأكد من صدقه لي فهل آثم على طلب الطلاق منه إذا أخطأ في المرة القادمة علما أننا نؤدي فرائضنا باستمرار وفي أوقاتها ولكن لا أحتمل العيش مع مخادع؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأصل إحسان الظن بالمسلم، وعدم جواز التجسس عليه ويتأكد ذلك في حق الزوج، وعند شك الزوجة بالزوج أو العكس، فالمطلوب هو التناصح والتصارح بلين ومودة، وستر عيوب الآخر عن الغير وعدم إفشاء سره، فمقتضى الصحبة بين الزوجين توجب على كل طرف أن يكون لصاحبه خير معين على أمور دينه ودنياه، يذكره إذا نسي ويعلمه إذا جهل وينصحه إذا أخطأ ويصبر عليه، ولا يتتبع أخطاءه وعثراته ولا يشك في صدقه ومصداقيته، مع العلم أنه لا ينفك إنسان عن الوقوع في الذنب، فإن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون كما ورد بذلك الحديث. مع تذكير الزوجة الفاضلة بأن طلب الطلاق لا يجوز لغير مسوغ شرعي، وهذه الأمور التي اطلعت عليها من زوجها أولاً غير مؤكدة لأن الزوج ينكرها، وثانياً على فرض صحتها وثبوتها فليس هناك إنسان مبرأ من كل عيب منزه من كل ذنب، وبناء عليه فلا يجوز للزوجة طلب الطلاق لهذا السبب.