عنوان الفتوى : البعد عما يكرهه الأب من البر به
والدي يكره صديقتي وهو يظن أن لها يدا فيما حدث لي، تعرضت لاعتداء وتهديد بالسكين من طرف مجهول وكنت برفقة شقيقة صديقتي, ما أثار شكوك والدي أنه بعد يومين من الاعتداء, أتتني صديقتي بمحتويات محفظتي من بطاقة وأوراق وقالت إن أحدهم سلمها لجارهم.... أبي لم يجبرني على مقاطعتها، لكنه يكرهها وأنا أريد أن أبر بأبي، مع أننا صديقتان منذ وقت طويل.... هل يجوز لي أن أتجنبها بادعاء عدم وجودي حين تأتيني إلى البيت أو عدم الرد على الهاتف إلى أن تدرك الأمر بنفسها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت فيما أردته من بر أبيك والابتعاد عمن يكرهه، فإن بر الوالدين من آكد الواجبات وأجل الطاعات، روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة.
فإذا استطعت أن تقنعي أباك بأن صديقتك لا يد لها فيما حدث لك، وأنها لا تريد لك إلا الخير فذاك حسن، وإن لم تستطيعي ذلك فالمتعين عليك هو طاعته في المعروف، ولا بأس حينئذ بتجنبها واستخدمي في ذلك المعاريض، فإن في المعاريض مندوحة عن الكذب.
والله أعلم.