عنوان الفتوى : لا تأثم الفتاة إذا رفضت الارتباط بشخص لا ترغبه
أود أن أوجز في سؤالي وأرجو إجابتي وتفسير الموضوع لي فأنا في أشد حيرة عرفتها في حياتي أنا فتاة أبغ من العمر الـ20 عاما كان قد تقدم لي شاب بشكل شخصي في مكان دراستي أي في مكان عام وهو شاب في منتهى الصدق والأخلاق والالتزام، وبصراحة شعرت بالفخر لكونه اختارني ورآني مناسبة له لما يشتهر به من حسن أخلاقه والتزامه وسمعته الطيبة، فتقدم وأبدى نيته لخطبتي وكانت رغبته في أن يستفسر إن كنت مرتبطة أم لا ليتقدم لي وأهله رسميا ..فأجبته بأنني على وشك التخرج من الدراسة في نهاية فصلنا فقبل ووعد بأنه سيتقدم في نهاية الفصل ..المشكلة أن أحد أعمامي كان على شقاق مع أهلي فحلت الخلافات بينهم واقتنص ابنهم الفرصة ليخطبني فما كان من أهلي إلا أن قبلوا ووعدوا واتفقوا حتى قبل أن أستوعب أيهم من أبناء عمي هو المتقدم وكل ذلك قبل الميعاد الذي كان ينتظره ذلك الشاب ..فرفضت ابن عمي ليس لوجود من هو أفضل منه بل لأنني أرى أنه غير مناسب إلا أن أهلي أرغموني على القبول وأنا إلى الآن لم أقبل عقدوا القران وتحدد موعد الاحتفال أو الإشهار وأنا ما زلت رافضة، حاولت أن أبين لابن عمي رفضي إلا أن أهلي كانوا دائما بالمرصاد ليقنعوه بأنها مجرد خجل أو حرج وغدا تألف الأمر وتتبسم لك ، كل معاملتي السيئة له ولأهله لم تثنه عن رغبته بأن أكون زوجته وفي أثناء ذلك علم الشاب بأن هناك من تقدم لخطبتي فجاء مسرعا وأهله إلا أن أهلي رفضوه وبشدة وبدأوا يتصيدون به العيوب ولا أبالغ حين أقول أنه أفضل من أي خيار آخر ..اليوم لا زلت لا أستطيع أن أتقبل الأمر أو أرضى به كم حاولت أن أرضى وانسى إلا أنني لم أستطع .. إضافة إلى أني فهمت من عدة فتاوى أن زواجا كزواجي غير شرعي فأنا أخشى أولا أن أعيش حياة مزرية وثانيا أن يكون زواجي باطلا ..وقد اتصلت بي أم الشاب السابق وأخبرتني أنه يصلي ويدعو الله ليلا نهارا على أن يبدل الحال وأن ينتهي هذا الزواج لتسنح له الفرصة أن يتقدم مرة أخرى وأنا كذلك منذ مصابي هذا وأنا أستخير الله وأدعوه أن يفك مصيبتي وأن أتخلص من هذا الزواج الذي تفأجات به ولم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يغدر بي أهلي ويسلموني إرضاء لرغبتهم في الظهور بصورة لائقة أمام الناس ..فاليوم أنا جدا محتارة وقد استخرت الله مرارا ولا أجد إلا رغبتي في إنهاء هذا الزواج ..فهل رفضي وتسببي في المشاكل لأهلي من جراء رفض الزواج ووقوعنا في حرج بين الناس فيه إثم علي؟ وهل رغبة الشاب ودعاؤه في رفض زواجي يأثم عليها أو هل يمكن تسميته بالمفسد أو المخبب؟ وماذا يمكننا عمله للحؤول دون وقوع المصيبة ومعاشرتي لابن عمي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز على الصحيح إجبار الفتاة على الزواج بمن تكره، وتراجع الفتوى رقم: 3006، والفتوى رقم: 10286. وليس على الفتاة إثم من رفض هذا الزواج، وإذا أجبرت الفتاة على الزواج فيصح إذا أجازته، فإذا أجازت الفتاة عقد النكاح فلا يجوز لها طلب الطلاق بعد ذلك لغير سبب شرعي، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 1114. ولها في حال بغضه وخشيتها عدم إقامة حدود الله معه أن تطلب الطلاق أو أن تفتدي منه وسبق بيانه: 3200. ولا يجوز للشاب الأول الدعاء بالتفريق بين الزوجين ولا السعي بأي وسيلة أخرى في ذلك لأنه من الاعتداء المنهي عنه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 11442. وينبغي له وللأخت الرضاء بما قسم الله لهما ويفوضا أمرهما إلى الله، والخير فيما اختاره الله.
والله أعلم.