عنوان الفتوى : موقف الشرع اختيار الزوجة عن طريق النت
أولاً: أنا أحبكم في الله. ثانيا : عندي مشكلة وأريد أن أعرف رأيكم فيها من الناحية الدينية والاجتماعية إن شاء الله. المشكلة : أنا مصري أعمل بإحدى البلاد العربية في إحدى الشركات وأستخدم الإنترنت في مجال عملي وقد حدث أن تعرفت على فتاة مصرية عن طرق الشات في النت وقد أعجبت بشخصيتها - وأحسبها على خير إن شاء الله - من خلال الحوار رغم أني لم أرها وبعد ذلك شعرت إني أريد الارتباط بها ولكن هي ترفض أن ترسل لي صورتها وترفض فكرة الزواج عن طريق النت (مع العلم أني أريد أن أتزوج بها إن شاء الله وأريد أن أعرف صورتها ونتحاور عن طريق النت حتى أعرف عنها وعن شخصيتها المزيد قبل أن أنزل إلى مصر وأقابل أهلها إن شاء الله هذا من وجهة نظرى)، كما أني صليت صلاة الاستخارة واستخرت الرحمن وشعرت في البدايه أنى لا أجد قبول هذا الأمر لكن أشعر أن الفتاة متدينة كما أني أخاف إذا ارتبطت بها إن شاء الله أن أشعر بالغيرة بعد الزواج مع العلم أني صعيدى وهي صعيدية من محافظة أخرى وأقول كيف يمكن لزوجتي أن تكون كلمت فلانا وفلانا على النت رغم أنها أقسمت بالله أنها كانت تعرف شبابا على النت كأصدقاء وقالت لي إذا كان ما بيننا في البداية كأصدقاء علاقة فإذا كانت لي علاقة قبلك وأنا كنت قلت لها أن ماضيك ملكك ، لكن هي قالت أن الماضى والحاضر والمستقبل إن شاء الله ملك الزوج وكذلك أخاف أن يسألني ابني - إذا ارتبطت بها إن شاء الله - كيف عرفت أمي يا أبي؟؟؟ فماذا أقول له هل عن طريق النت كما إني أريد أن أراها حتى أقرر هل أشعر بالقبول نحوها وهل هذه خلوة محرمة؟ لذلك قلت لها صلي صلاة الاستخارة واستخيري الرحمن وقرري ماذا عندك؟ وللعلم هي قالت لي أنها في هذه الأيام تقدم لها ابن خالها وهى لا تشعر نحوه بالقبول وقالت لي لو أن الطريقة غير الطريقة والظروف غير الظروف ما كنت قبلت بزوج غيرك إن شاء الله وبالنسبة لي لا أعرف ما الذي يدفعي نحو هذا الأمر هل هذا من عمل الشيطان أم تدفعني إلى هذا الأمر نفسي الامارة بالسوء . واخيراً بسم الله الرحمن الرحيم: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) صدق الله العظيم مشايخنا الأفاضل أرجو الإجابة من الناحية الدينية والاجتماعية والحل إن شاء الله تعالى. وجزاكم الله خيراً وجعله الله عز وجل في ميزان حسانتكم يوم القيامة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التعارف والمحادثة عبر النت غالباً ما يكون ذريعة إلى ما لا تحمد عقباه، مع أنها قد لا تحقق الغرض المقصود منها بالنسبة لمن كان قصده منها حسناً كالعلاقة الشرعية.
وعليه، فكان الأولى لك أيها الأخ أن تسد باب المحادثة مع النساء عبر النت، لأنها -كما قلنا- قد تكون ذريعة إلى ما حرم الله تعالى، ولأنها أيضاً قد لا توصل إلى حقيقة من يراد لأجل الزواج.
أما الآن وقد حصل ما حصل، فإنا نقول لك: إذا كنت ترغب في الزواج من هذه المرأة، فالطريق الصحيح لها هو أن تزور أهلها ثم تخطبها عند ولي أمرها إذا رغبت فيها وكانت ذات دين وخلق، فإن رضيت ورضي وليها فتزوج بها ولا تبال بالخواطر التي قد ترد عليك في شأن ماضيها أو شأن الإجابة على الكيفية التي تعرفت بها عليها، وإن لم ترغب فيها أو لم ترض وليها أو لم ترض هي فاصرف النظر عنها، وسل الله عز وجل أن يوفقك لما فيه الخير.
والله أعلم.