عنوان الفتوى : رفع القرآن في آخر الزمان
ما هو الشكل الشرعي للمصحف في ظل التكنولوجيا الحديثة؟ بارك الله فيكم ونفع الله بكم في نقاش مع أحد أصدقائي حول قدسية المصحف الشريف تطرقنا إلى هل للمصحف شكل شرعي بمعنى هل المصحف يأخذ الشكل الورقي وفقط أم أن شريط الكاسيت الذي يحوي المصحف لأحد القراء يعد مصحفا هل لو أني طبعت المصحف على عدد من الورقات من خلال جهاز الكمبيوتر يعد مصحفًا وهل الأسطوانة التي عليها صوت أحد المشايخ تعد بمكانة المصحف الشريف هل لو أني كتبت بالليزر آيات قرآنية وعطس أحد وانتقل رذاذ العطس ليتخلل آيات القرآن المكتوبة في الهواء من خلال الليزر يعد بهذا امتهانا لآيات القرآن هل لو أني مسكت الأسطوانة التي عليها صوت أحد القراء ورميتها بهذا أكون قد امتهنت المصحف الشريف وهل هذا ينطبق على شريط الكاسيت وعلى جهاز مشكاة الإليكتروني بمعنى عام هل أى شيء يحوي آيات من القرآن غير الشكل الذي تعودنا عليه يكون بقدسية المصحف الشريف وامتهاننا للشيء الذي به آيات من القرآن يكون بمثابة امتهان للمصحف الشريف واعلم أني لو رآني أحد أضع قدماي على المصحف الشريف بشكله المعروف لدى الخاص والعام أكون قد كفرت هل لو فعلت هذا مع أى شيء آخر يحمل آيات من القرآن كالشريط الكاسيت أو الأشياء التي ذكرتها من قبل تكون بمثابة امتهان للمصحف وفيما يخص رفع القرآن هل يكون بشكل مادي أم معنوي بمعنى هل القرآن يرفع من المصاحف أي أننا إذا فتنحنا المصحف بعد رفعه نجده ورقا أبيض وبه تمحى آيات القرآن من على كل شيء بما فيه شريط الكاسيت وكل الوسائل المتاحة وقتها والمحفوظ عليها كتاب الله تعالى. أفيدونا وجزيتم الخير ووقيتم وكفيتم الشر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أشرطة الكاسيت وأقراص الليزر وما أشبهها إذا كانت تحتوي على القرآن الكريم، فإن على المسلم أن يحترمها ويصونها لما فيها من كلام الله عز وجل. فقد قال الله عز وجل: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج: 29}.
فلا يجوز وطؤها أو امتهانها، ولكنها لا تأخذ حكم المصحف الشريف من كل وجه، فيجوز مسها لغير الطاهر. ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 55428، وما أحيل عليه فيها للمزيد من التفصيل.
وفيما يخص رفع القرآن في آخر الزمان روى ابن أبي شيبة في مصنفه وغيره عن عبد الله بن مسعود قال: إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن ينزع منكم، فقيل له: كيف ينزع منا وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يسري عليه في ليلة فينزع ما في القلوب ويذهب بما في المصاحف ويصبح الناس منه فقراء، ثم قرأ قول الله تعالى: وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ{الإسراء: 86}.
قال العلماء: ورفع القرآن لا يقع إلا حين لا يبقى على الأرض مؤمن، فيبقى شرار الناس وعليهم تقوم الساعة.
وأما شكل المصحف في هذا العصر، فإنه أخذ أشكالاً متعددة كما أشرت فربما يكون المصحف في أشرطة كاسيت أو أقراص الليزر أو أشرطة فيديو... أو غيرها مما هو مكتوب، وقد سبق بيان حكم التعامل مع هذه الأنواع.
والله أعلم.