عنوان الفتوى : لا تبنى البيوت كلها على الحب

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا في أشد مرحلة حيرة واكتئاب في حياتي فقد مررت بسنوات عصيبة مع زوجي نفسيا بشكل أكبر فهو رجل طيب ويحبني ولكني لأسباب كثيرة منها اختلافنا الشديد في الشخصية وتاريخ هذه السنوات وسلبيته في التعامل معي، المهم أنني الآن أصبحت لا أحبه وهذا يؤثر على علاقتنا الزوجية فانأ لأأريدها وأنفر منها تماما توفيرا لذكر المسببات لهذه الحالة فأنا أرغب في الانفصال عنه ولكني أعلم وأشعر أن جميع الناس سيقولون أني مفترية عليه لأنه شخص طيب وناجح في عمله ويحبني وعندنا ابن ولكني لا أستطيع أن أحيا وأقيم علاقة زوجية مع شخص لا أحبه ولا أقتنع بشخصه، فهل من حقي هذا القرار بالانفصال أم أن الله سيغضب علي ولكن ألم يذكر في القرآن في موضعين أن الله يقلب القلوب وأن الله يحول بين المرء وقلبه . أنا عندي أسبابي التي دفعت بي إلى هذا الحال ولكنها غير مقنعة لمن حولي لذلك لم أذكرها لأنه بصرف النظر عن الأسباب هذه هي النتيجة برجاء الأخذ في الاعتبار أني حاولت مرات ومرات عديدة أن أتقبل الحياة معه وصليت استخارة عشرا عشرات المرات ولكني أخشى غضب الله وأخاف مواجهة الناس ولتكملة باقي الموضوع فإن مشاعري ذهبت لشخص آخر ولكني وإن تركت زوجي لن أفعل هذا من أجل هذا الشخص ولكن لا أرى كيف تعيش زوجة مع زوج لاتحبه ولاتقتنع به وتحب شخصا آخر مع أنه لا يوجد تعامل مع هذا الآخر فقد كان زميل عمل وتركت العمل ولكن كيف تعيش الزوجة بهذه الحال فإن هذه المشاعر التي نشأت بدون أن أدري أو أفعل أي شيء ولكني أعجبت بهذا الشخص في نفس الوقت الذي كانت فيه المسافة بيني وبين زوجي تتباعد فأنا أشعر بالوحدة الشديدة وأنا معه، أستحلفكم بالله أن تعطوني اهتمامكم وتشيروا علي بما ترون من الصواب الذي يرضي الله ويعيد إلي نفسي فأنا في أشد الحاجة إلى التحدث مع شخص عاقل متدين حكيم ولكن لايوجد هذا الشخص فيمن حولي. ولكم الجزاء من الله.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجوابا على سؤال الأخت هل من حقها الانفصال عن زوجها فبالنظر لما قالته الأخت يتبين أن الأخت قد وصلت إلى حالة يخشى معها بأن لا تقوم بما يجب عليها تجاه زوجها ويخاف أن لا تقيم حدود الله معه، ولما كانت الحياة الزوجية كما يريدها الله سبحانه سكنا ومودة ورحمة فإن الشريعة الحكيمة السمحة قد جعلت لمن وصل بها الحال إلى ما ذكرت الأخت مخرجا من هذه العلاقة بما يسمى الخلع كما فعلت امرأة ثابت بن قيس وتقدم في فتاوى منها الفتوى رقم: 3200. ويدل عليه قوله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة: 229}. وعليه فلا بأس من طلب الطلاق هذا من حيث الحكم الشرعي لكن ليس هذا ما نشير به عليها وقد طلبت منا المشورة، بل رأينا هو أنها في بلاء وفي محنة كما هو واضح، هذا البلاء هو ما عبرت عنه بقولها ( فإن مشاعري ذهبت لشخص آخر). فننصحها باللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والانطراح بين يديه ليكشف عنها هذا البلاء ويصرف عنها محبة هذا الرجل ، ثم تجلس مع نفسها جلسة محاسبة وموازنة بين ما ستخسره من الطلاق وما ستجنيه وتربحه منه وتسأل نفسها هذه الأسئلة ، هل يمكن أن يتزوجها هذا الذي أحبته، وإذا تزوجها هل سيكون ( طيبا ويحبها) كما هو حال زوجها، وإن لم يتزوجها فهل ستجد زوجا غيره، وإن وجدت زوجا ألا يمكن أن يكون كزوجها. فالعاقل لا يقدم على فعل فيه خسارة محققة ـ ولا شك أنها خسارة على المرأة أن تطلق لاسيما ولها من زوجها ابن سيدفع ثمن هذا الفراق ـ لا يقدم على فعل إلا وفي هذا الفعل فائدة محققة أرجح مما خسره. نقول هذا والحال أنها لن تقدم على طلب الطلاق بحسب كلامها من أجل هذا الرجل، أما لو كان طلبها الطلاق من أجل هذا الرجل فلا يجوز لها ذلك بحال فإن ذلك نشأ عن علاقة محرمة لا تبيح لها فصم العلاقة الشرعية. ونرى أن تصبر وتحتسب الأجر من الله عز وجل على هذا البلاء قال صلى الله عليه وسلم : إن عظم الجزاء مع عظم البلاء. ويقول صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يصب منه. رواه البخاري. ولتعلم أن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب. كما قال عمر رضي الله عنه.

والله أعلم.