عنوان الفتوى : هجر القرآن الكريم
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ما معنى هجر القرآن؟ ومتى يكون المسلم هاجرا له؟ وما أفضل طريقة لحفظه؟ وهل يغتفر التساهل في نطق بعض الكلمات التي يصعب على أبنائنا الصغار نطقها؟ وجزاكم الله خيرا.
“وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا”.. الهجر في اللغة: مفارقة الشيء، هجرت المكان أي غادرت المكان، وهجرت فلانا أي فارقته، وعلى هذا يكون هجر القرآن مفارقته تلاوة وتدبرا وعملا.
مفارقة التلاوة دواؤها أن نحمل أنفسنا على تلاوة جزء من القرآن حسب ما تيسر.. وهجر التدبر دواؤه أن نفهم ما نقرأ حسب ما جاء في كتب التفسير.. وهجر العمل أن نراجع أعمالنا بصدق ودقة وإخلاص: فما وافق القرآن ثبتنا عليه وما خالف القرآن تركناه وهجرناه.
أسهل طريقة لحفظ القرآن أن تعيش مع القرآن، والحفظة ترى شفاههم دائما تتحرك بالقرآن، ودائما يستمعون إلى القرآن: أشرطة تسجيل في البيت والسيارة والعمل.
ومما يسهل الحفظ، أن يكون حفظك مع أخ آخر تستمع إليه ويستمع إليك.. ومما يسهل الحفظ أيضا ما ورد من أحاديث شريفة تبين كيف يستعين المسلم بالله تعالى على حفظ القرآن.
أما الأولاد إذا أخطئوا في بعض كلمات القرآن أو إعرابها فلا يجوز التساهل معهم؛ لأن القرآن كلام الله، ويجب أن نعامله بغاية التوقير والاحترام والتقديس؛ وبذا ينشأ ناشئتنا على تلاوة القرآن كما أُنزل دون أخطاء ودون إهمال.