عنوان الفتوى : الدعاء على الفتاة لفسخها الخطبة
كنت خاطب فتاة وكنت أحبها جدا وانتظرتها ثلاث سنوات وظللت أدعو الله طيلة هذه المدة وخطبتها وبعد ما يقرب من سنة كانت راسبة في إحدى المواد الدراسية في الفرقة الثالثة وعرفت هذا في السنة النهائية فحدث خلاف بيني وبينها حيث أحسست أنها لا تثق بي وبعد ثلاثة شهور من هذا الخلاف تم فسخ الخطبة بدون سبب مؤثر وظل أبوها يكذب على طوال هذه الفترة وبعد ذلك أعطتني أمها شيئا من ملابسها لكي أذهب إلى أحد العرافين لأن أمها تقول إنها معمول لها عمل وأنا غير مقتنع بهذا الكلام وإذا لم يكن لي فيها نصيب فلماذا وفقني الله إلى خطبتها ولماذا لم يستجب لي الله وأنا أريد الانتقام منها لأنها ظلمتني فهل أدعو عليها وماذا أفعل وأنا قد خطبت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن سرعة الغضب وتصيد أخطاء الآخرين وعدم الصفح عنهم من الأمور التي تكدر صفو الحياة وتحولها إلى جحيم، لأن طبيعة الإنسان مجبولة على الأخطاء، فإذا لم يقدر كل طرف ذلك وخاصة من تربطك به رابطة كالأخوة والزوجية كان التوافق عسيرا أو العشرة مستحيلة، ولهذا جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة. رواه الترمذي.
ومن هنا تعلم أخي أنه كان عليك أن لا تتسرع في الغضب وتكبير الأمور بسبب يحصل مع كل الناس، ولعل هذا الخلاف الذي نشب نتيجة لهذا الحديث جعل هذه الفتاة تفسخ خطوبتك وهو أمر مشروع لها حتى وإن لم يكن عندها سبب، فكيف وقد رأت منك ما خوفها على الحياة معك لو حصل منها أمر آخر!
وعلى كل، فإذا كنت لا تزال راغبا في هذه الفتاة وكانت ذات دين وخلق، فلا مانع من المصالحة معها من خلال أبيها أو من له تأثير عليها من أقاربها.
ولا تلتفت إلى ما أشارت به إليك أمها من أخذ ملابسها والذهاب بها إلى العرافين، فإن ذلك معصية، وانظر الفتوى رقم: 21278.
وأما الدعاء على هذه الفتاة فذلك لا يجوز، لأنه في الحقيقة لم يصدر منها ظلم نحوك، وانظر الفتوى رقم: 21067 وهذا هو السر في عدم استجابة دعائك، وهذا من لطف الله تعالى بعباده حيث إنه يستجيب للمظلوم ولا يستجيب للظالم.
والله أعلم.