عنوان الفتوى : أسباب نزول سورة البقرة
أسباب نزول سورة البقرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقرآن منه ما ينزل لسبب مذكور، ومنه ما ينزل لغير سبب مذكور، وليس لكل سورة أسباب نزول معروفة خاصة، بل إن فيه القصص التي تنزل عبرة وعظة، ومنه بعض آيات الأحكام، والناسخ والمنسوخ، وآيات الوعد والوعيد، وغير ذلك.
ثم إن الذي نزل منه لسبب، قد يخفى سبب نزوله عن الكثير من الصحابة، وقد يعرفه البعض منهم بقرائن لا يحصل معها الجزم، وقد يختلفون في الأسباب، فيذكر الواحد سبباً يختلف عن الذي ذكره غيره، قال محمد بن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال اتق الله وقل سداداً، ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن. وقال غيره: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم، فقال: أحسب هذه الآية نزلت في كذا، كما قال الزبير في قوله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ. وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره، فقد تكون نزلت عقيب تلك الأسباب، وقد تكون نزلت مرتين... انظر أسباب النزول للإمام السيوطي ص 7-10.
وسورة البقرة قد استمر نزولها طليلة العهد المدني، لذا لا يتصور إمكانية حصر أسباب نزولها في فتوى كهذه، وعلى السائل أن يرجع إلى المصدر الذي أحلنا عليه وإلى المصادر الأخرى المتعلقة بأسباب النزول.
والله أعلم.