عنوان الفتوى : من خرافات غلاة الصوفية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الثلث الأخير من الليل يكون فيه ساعة مجابة فيها الدعوة حين ينزل الله تبارك وتعالى ويقول ( هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له ) هل هذه الساعة هي التي ولد فيها النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي الساعة التي يجتمع فيها أهل الديوان . والديوان يكون بغار حراء. فمن هم أهل الديوان ولماذا يجتمعون كل يوم بغار حراء؟ وشكرا

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لم يثبت من شيء في كتب السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في الثلث الأخير من الليل، ولكن الذي نقل عن أصحاب السير أنه ولد صبيحة يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل، قال المباركفوري: ولد سيد المرسلين بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول لأول عام من حادثة الفيل. اهـ. نقل من الرحيق المختوم.

أما ما ذكر في السؤال من ولادته صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت، وأنه هو الوقت الذي يجتمع فيه أهل الديوان في غار حراء، فإنه خرافة من خرافات غلاة الصوفية السائرين على غير نهج الشريعة، فإنهم يرون أن الأبدال والأقطاب، وهي طبقات من الأولياء عندهم فيما يزعمون، يجتمعون إلى الغوث الأكبر في غار حراء وهؤلاء هم أهل الديوان، فيجتمعون في ليلة القدر من كل عام. وفي ذلك الاجتماع يقسمون الأرزاق والآجال والخيرات والبركات على الخلق ـ تعالى الله علواً كبيراـ  ولهم أيضاً اجتماع يومي في الثلث الأخير من الليل لتحديد ما يتعلق بشأن العباد من ذلك الوقت إلى مثله من الغد، ويتكلمون باللغة السريانية لأن الاجتماع يحضره الملائكة والأرواح -كما يزعمون- وأن هذه اللغة هي لغتهم، ولا يتكلمون العربية إلا إذا حضر النبي صلى الله عليه وسلم. إلى غير ذلك من الأكاذيب والحكايات الباطلة في هذا الشأن، ولا شك أن هذا كفر صريح يستتاب صاحبه.

قال ابن تيمية: والغالب عليهم عالم التوهم، فتارة يتوهمون ماله حقيقة، وتارة يتوهمون ما لا حقيقة له، كتوهم إلهية البشر ... وتوهم الغوث المقيم بمكة أنه بواسطته يدبر أمر السماء والأرض. وقال في موضع آخر: فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله فهو غياث المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل. ومن زعم أن أهل الأرض يرفعون حوائجهم التي يطلبون بها كشف الضر عنهم ونزول الرحمة.. إلى الغوث فهو كاذب ضال مشرك. اهـ.

والله أعلم.