عنوان الفتوى : الفرق بين المثقف والعالم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما الفرق بين المثقفين والعلماء؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وسلم أما بعد:

فإن المثقفين على مستويات متفاوتة:
1/ فمنهم المثقفون ثقافة عالية وهم: ذوو الإحاطة بالعلوم والآداب والفنون.
2/ ومنهم المثقفون ثقافة عامة وهم: ذوو المعرفة بمجمل العلوم والفنون والآداب في إطارها العام.
3/ ومنهم كذلك المثقفون ثقافة وطنية بما يميزها عن غيرها من المعارف والفنون والعادات أي كل ما هو وطني.

أما العالم في اصطلاح علماء الشرع فهو: المجتهد، وهو من جمع عدة شروط منها: العقل والإسلام والذكاء بحيث يمكنه استنباط الأحكام من أدلتها، ومنها: العلم بأدلة الأحكام من الكتاب والسنة، والعلم بمواضع الإجماع والخلاف، حتى لا يفتي بخلاف ما هو مجمع عليه، والعلم بالناسخ والمنسوخ من الكتاب والسنة حتى لا يفتى بما هو منسوخ، ومنها: معرفته بالقياس وشروطه وأركانه، ومنها: أن يكون عالماً بلسان العرب وموضوع خطابهم، ومنها: معرفة حال رواة الحديث وما يقبل من الحديث وما لا يقبل.

وبتعريف كل من العالم والمثقف يتضح الفرق بينهما، غير أن المثقف ثقافة عالية إذا تحققت فيه شروط المجتهد عُـدَّ مجتهداً، وبأخذه بالعلوم العصرية يُعـدَّ مثقفاً.

هذا ومما ينبغي أن يعلم أن العالم الحق هو من جمع بين العلم والعمل، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوماً وقد شخص ببصره إلى السماء: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء، فقال زياد بن لبيد الأنصاري كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه، ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا، فقال: ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأعدُّك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم.. رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.

فعدَّ صلى الله عليه وسلم عدم العمل بالعلم ذهابًا له، واختلاساً لثمرته، فماذا يفيد العلم إن كان تصورات ومعلومات حبيسة العقل والتفكير دون أن تتبلور في واقع محسوس، وهذا واقع كثير ممن يتسمون بالعلماء لا تنقصهم المعلومة، ولكن ينقصهم العمل بها.

والله أعلم.