أرشيف المقالات

سجود الشكر: مشروعيته وصفته

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
سجود الشكر: مشروعيته وصفته
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وأشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:
نرى كثيرًا من الناس عندما تحدث له حادثة ما يسجد لله تعالى شكرًا، فهل هذا الأمر مشروع، وإن كان مشروعًا، فما هي شروطه، وما هي صفته؟

فنقول:
اختلف الفقهاء في مشروعية السجود لشكر الله تعالى على أمرٍ ما، من نعمةٍ نزلت أو مكروهٍ رُفِع:
ومذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد رحمهما الله تعالى: أن السجود لشكر الله تعالى أمرٌ مشروع.

فعلى قولهم: يعتبر السجود لشكر الله تعالى مشروعًا عند حدوث نعمةٍ من مالٍ أو ولدٍ أو نجاحٍ أو قضاء حاجة كان ينتظرها، أو عند انتصار المسلمين على أعدائهم، أو عودة ولدٍ غائب، أو نجاةٍ من مكروه كنجاة من حريقٍ أو حادثٍ أو غرق ونحو ذلك.

وكذلك إذا رأى مبتلًى ببليةٍ في بدنه أو في أي شيء آخر كمعصيةٍ ونحو ذلك، فيُستحب أن يسجد للشكر أيضًا شكرًا لله تعالى أن عافاه من ذلك.

فعن أبي بكرة رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمرٌ يسره أو بُشر به خَر ساجدًا؛ شُكرًا لله تبارك وتعالى» أخرجه أبو داود وابن ماجه.
 
شروط سجود الشكر:
سجدة الشكر كسجدة التلاوة خارج الصلاة، في كيفيتها وشرائطها.
وسجود التلاوة لا تشترط فيه شروط الصلاة، كالطهارة من الحدث، واستقبال القبلة.
 
كيفية سجود الشكر:
إذا أراد المسلم أن يسجد شكرًا لله تعالى: فإنه يكبر ويسجد، ثم يقول في سجوده ما شاء من تسبيحٍ وذكر ودعاء وثناء على الله تعالى، ثم يكبر بعد ذلك ويرفع رأسه من السجود.
 
هل يشترط السلام بعد الرفع من السجود؟
يعني أن يقول: (السلام عليكم ورحمة الله) بعد سجوده.
الجواب: أن سجدة الشكر ليس فيها سلام.

هل يجوز السجود للشكر أثناء الصلاة؟
لا يجوز سجود الشكر أثناء الصلاة أبدًا، فإن سجد سجدة للشكر أثناء صلاته بطلت صلاته بلا خلاف، إلا أن يكون جاهلاً أو ناسيًا.

فوائد سجود الشكر:
1- شُكر الله تعالى مفتاح الزيادة والبركة من الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].
 
2- في هذا الشكر دوام تعلق العبد بالله تعالى واتصاله به؛ فيكون العبد محلاًّ لفضل الله تعالى وهدايته، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101].
 
3- في سجود الشكر اعترافٌ من العبد بربوبية الله تعالى، وأنه الإله الحق، الذي بيده الأمر كله.
 
4- بسجود الشكر لله تعالى يكون العبد محلاًّ لحفظ الله تعالى وعنايته له، من شرور الخلق، كالحسد والكيد وظلم الآخرين، أو من شر نفسه بأن يستعمل النعم في معصية المنعم سبحانه وتعالى.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢