عنوان الفتوى : الشكوك والوساوس تعكر الحياة الزوجية
يا فضيلة الشيخ أنا زوجة وأحب زوجي وهو والحمدلله رجل يصلي ويصوم ويتصدق ويصل رحمه مشكلتي أنه يثير شكي وظنوني نعرف أنا وهو سيدة متزوجة ونعرفها من قبل الزواج حيث إنها تسكن في قرية بجوار قريتنا الصراحة أنها قبل زواجها كانت لها سمعة .......يعني أنا عرفتها بدون ماأراها من كثرة ما يقال عنها غفر الله لها والحق يقال لم أر منها شيئا بعد زواجها لكن المشكلة هي أن زوجي نسي أنها الآن على عصمة رجل ودائما ما كان يتحدث معها من عمله في غير وجود زوجها حتى أنه لم يكن يقول لي إلا أنني وعندما تحدثت إليها بالهاتف أخبرتني هي بنفسها وكانت طبعا صدمة بالنسبة لي لأن زوجي لم يقل لي بأنه تحدث إليها وعندما واجهته قال لي إنه يسأل على تليفون زوجها بعد ما لم يستطع المواجهة، الصحيح أنني لم أقتنع بكلامه ولكني صدقته وقد انقطعت علاقتنا بهم تقريبا فلم نعد نزورهم أوحتى هم يزوروننا إلا من خلال الهاتف كانت اتصلت هي بي بعد ماجاءت من سفرها في البلدة حتى تقدم واجب العزاء في وفاة أبي رحمه الله وكانت اتصلت بعد وصولها ب3 أسابيع وكانت اعتذرت بأنها لم تسمع بالخبر بعد أن لمتها على التأخير المهم أنها بعدما أبدت السبب قمت بدوري بقبول اعتذارها وطلبت مني الاتصال أو المجيء فأخذت منها رقم هاتفها فطبعا عندما جاء زوجي وحتى إن كانوا صديقاتي المهم أنني عندما قلت له باتصال تلك السيدة ومادار بيننا قال وزاد من مشاحنتي في انقطاعها وعدم اتصالها وأبدى بأنه غير مقتنع بكلامها أو بعذرها فطلب مني عدم الاتصال فسمعت كلامه وانقطعت العلاقة بي وبها الله أعلم بزوجي وتدور الأيام ونسافر نحن لزيارة أهالينا ويتوفى حماي رحمه الله وفي هذه المناسبة عادت العلاقة واتصلت هي وزوجها بأهل زوجي وزوجي ولكنه لم يكن موجودا المهم أنه بعد عودتنا بشهر تقريبا يتوفى والدها ويقوم زوجي بزعمه أن يقدم الواجب يتصل بها وأيضا من عمله ودون أن يقول لي بأنه سيتصل بها من عمله أيضا عاتبته وقال لي إنه اتصل لأنه يريد أن يعزي زوجها برغم علمه تماما أن زوجها غير موجود في ذلك الوقت وعندما أضقت عليه الخناق تحجج بأنه لن يستطع الانتظار حتي يعود زوجها من العمل لأنه (زوجي) ليس لديه وقت مع علمي بأن زوجي لديه الكثير من الوقت وكان ذلك أول أمس في ذلك اليوم كنت استاذنت منه وصمت بمفردي على أننا في شهر محرم وسامحه الله لم يجعلني أهنأ بنهار اليوم بصومي لأني بسبب اتصاله بمفرده وفي غير وجود زوجها وإبدائه السبب غير المقنع تماما بانشغاله وولكني أيضا خطات نفسي وصدقته واعتبرت ذلك أنه قام بالواجب وبعزائه لها يكون عزى بالتالي زوجها وتأسفت إليه في الليل أثناء النوم خوفا من أن يكون غضبان هو علي . تصور يا فضيلة الشيخ أن هذا (زوجي) الذي أبدى السبب بأنه ليس لديه وقت بالانتظار حتى يعود زوجها يأتي بالامس ويسألني ان كنت سأتصل بالسيدة لانه سيتصل بزوجها وطبعا أنا بدوري لم أغفل عن الاتصال وقلت له إنه طالما سينتظر أن يتحدث إلى زوجها لم من الأول يتصل بها وكان رده بأن لا أتدخل في حياته ويصفعني لن أكذب عليك أن قلت بانني في تلك الليلة لم أستطع ولم يطاوعني لساني علي أن أتاسف له ونمت على تلك الحالة ولم أتحدث إليه إلا بعد أن فزعت من رنين الهاتف وأخبرني عن المتحدث الذي ترك الرسالة في جهازه ونمنا على هذه الحالة وفي الصباح بعد أن جاء هو من صلاة الفجر وصافحني باليد ورددت إليه كأن الموضوع انتهى وهذا ما ظننته لا أنني بعدما أنهيت الصلاة تذكرت ماحدث بالأمس وانتابتني لحظة بكاء فحاولت أن أستجمع قواي وقمت في ترديد الاذكار في هذه اللحظة قام زوجي بمناداتي لم أجب عليه إلا بقول نعم ولم يعجب زوجي بالرد وقال لي بأن أحضر عنده للعلم أنه في تلك اللحظة ذكرتني نفسي بأنه يجب علي أن أكمل الأذكار وأخشى أن يكون هذا مجرد عناد لزوجي .فما رأي فضيلتكم فيما حدث من زوجي ومني، وهل صحيح أن الزوجة ليست لها ان تتدخل في هذه المسائل وماذا إن كان هذا الشيء يمسها ويمس كرامتها وتشعر بأن زوجها يخونها للعلم أنني لم أكن كذلك ولكن كما يقولون كثرة التغاضي عن الأخطاء وما أراه أوأسمعه من زوجي جعلني لم أستطع التحمل وبدا عندي شيء ما بداخلي يحركني ويجعلني أتمرد على زوجي وأنتبه إليه إلا عندما يقول لي زوجي ألا إعانده لكني لا أعرف ماذا أفعل لأن أفعال زوجي وكلامه 2 أصبحت تثيرني بأني لاشيء في حياته وأنه لأ ياخذ برأيي ولاتعجبه تصرفاتي فهو يقوم بذكر أسماء السيدات بكنيتهم عندما يتحدث مع أزواجهن وعندما يتحدث إليهن في الهاتف يذكرهن باسمائهن في حين أنه عندما يتحدث إلي في الهاتف ويكون بجواره رجل منهم يقول لي يا أم فلان .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما لمسناه من كلامك لا يعدو عن كونه شكا وظناً لا دليل عليه وقد أسميته أنت شكوكاً وظنونا، فننصحك بأن لا تسمحي لهذه الشكوك والوساوس أن تعكر عليك صفو حياتك الزوجية وأن لا تمكني الشيطان من إيقاع الخلاف والشقاق بينك وبين زوجك، وينبغي لك حمل تصرفات زوجك على أحسن المحامل وإحسان الظن به خصوصا أنه من أهل الصلاة والدين. واعلمي أن الخطأ وارد وواقع من الإنسان لامحالة وليس أحد معصوماً من الأخطاء، ودورك هو أن تذكريه إذا غفل وتنبهيه إذا أخطأ دون تأثيم أو تخوين ، وننصح الزوج كذلك أن يبعد نفسه عن مواطن الريبة والشك، وأن يتجنب الكلام مع هذه السيدة وغيرها في غير حاجة، وأن يحسن معاملة زوجته ولا يضربها من غير نشوز. كما ننصح بمراجعة الفتاوى المتعلقة بالحقوق المتبادلة بين الزوجين ومنها الفتوى رقم: 27662.
والله أعلم.