عنوان الفتوى : دوران الأرض وتوقف الحديد ونزول المهدي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيّه الكريم... بعد التحيّة والسّلام: أوجه إليكم الأسئلة التالية أطال الله بقاءكم وأمدّكم بفضله وجوده وكرمه - لقد طال الجدال وكثر البحث في مسألة روّج لها المفكرون الغربيون وآمن بها بعض المسلمين وأنكرها البعض وأصبحنا في حيرة منها وهي׃ تحرك الأرض أو دورانها، أرجو توضيح الأمر ودلالة ذلك من الكتاب أوالسنة. - يقال إن في آخر الزمان سيتوقف الحديد هل هناك شيء يفيد ذلك أو ينفيه، وهل مجيء المهدي صحيح، أتوجه ب

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي لطلبة العلم ولا للمسلمين عموما أن يضيعوا وقتهم في الجدال والمماحكة.. وخاصة في مسألة لا علاقة لها بالإيمان ولا يترتب عليها حكم شرعي ولا ينبني عليها عمل تكليفي، ومسألة حركة الأرض ودورانها ليست من الممنوع الشرعي أو المستحيل العقلي حتى ننكرها... بل إن القول بحركتها ودورانها هو الذي يوافق سنن الله تعالى في هذه الحياة وفي الكون كله.

وهذه المسألة كغيرها نردها إلى هل الاختصاص، وكلمة الفصل فيها لعلماء الفلك وقد تواتر هؤلاء العلماء -من المسلمين وغيرهم- وأجمعوا على كروية الأرض أو بيضويتها وأنها تدور، ولم يكن في كتاب الله تعالى ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ينافي ذلك.

ومن المسلم به عند كل مسلم أن نصوص الوحي قطعية الثبوت قطعية الدلالة لا تتعارض -ولن تتعارض- مع حقيقة علمية ثابتة، وقد ثبتت هذه الحقيقة بالتواتر والأدلة التي يعرفها أهل الاختصاص، ومن المعلوم كما هو مقرر في علم الأصول أن خبر التواتر يقطع به ولا يشترط فيه أن يكون من المسلمين بل يجوز أن يكون من المسلمين ومن غيرهم.

فإذا أثبت أهل الاختصاص من المسلمين وغيرهم هذه الحقيقة فعلينا أن نسلم بها ، وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى أن نسأل أهل الاختصاص والخبرة، فقال سبحانه وتعالى: فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا {الفرقان:59}، وقال تعالى: وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ {فاطر:14}.

والبحث في هذه المسألة ليس جديداً على المسلمين ولم يأت به مفكروا الغرب بل تحدث عنه المسلمون قديماً وخاصة الفخر الرازي في تفسيره كما تحدث عنه غيره، ولو افترضنا جدلاً أن مفكري الغرب أو الشرق هم الذين جاءوا بها أو أثبتوها فلا يصح أن يقول مسلم عاقل برفضها لهذا السبب، فقد علمنا الإسلام العظيم أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، وللمزيد من الفائدة وأقوال أهل العلم من المسلمين عن هذا الموضوع نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 12870، والفتوى رقم: 56931.

وأما عن توقف الحديد في آخر الزمان فلم نقف له على دليل فيما اطلعنا عليه، وقد استدل بعض أهل العلم على تطور المواصلات ووسائل النقل في آخر الزمان، بقول الله تعالى: وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {النحل:8}، وقد جاءت الآية في سياق حديث القرآن الكريم عن نعم الله تعالى على عباده بالخيل والبغال والحمير... كوسائل للنقل والمواصلات ثم عقب على ذلك بالآية المذكورة، فقال تعالى: وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {النحل:7-8}

والذين نبهوا على هذا الإعجاز للقرآن الكريم لم يذكروا أن هذه الوسائل ستتوقف في آخر الزمان، وأما خروج المهدي في آخر الزمان فإنه ثابت بالأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعتقاد ذلك من جملة اعتقاد أهل السنة، ولتفاصيله وأدلته نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6573.

وفي الختام نشكر السائل الكريم وننبه إلى أن هذا الموقع الذي يخاطبه هو موقع الشبكة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، وبإمكانه أن يخاطب فضيلة العلامة القرضاوي عبر موقعه الخاص أو موقع إسلام أون لاين.

والله أعلم.