عنوان الفتوى : الزوجة التي تتضرر من زيارة والدي زوجها
كنت قد أرسلت إليكم مسبقا أشكو من سوء كلام وتصرفات والد زوجي معي بحجة المزح وعدم قصد الإيذاء، وقد نصحتموني بالصبر، ولكني الآن أشعر بحزن عميق من إصراري على برهما ثم مقابلة إحساني لهم بإصرارهم على عدم مراعاة شعوري مطلقاً في مواقف متكررة! وأشعر بتعب شديد وضرر عند كل موقف وأصبحت أطلب من زوجي أن ينقذني من هذا الضغط، لكنه لا يشعر بي وبأهمية ما أشكو منه بحجة أنهم كبار في السن وإذا كلمهم قالوا إنهم لا يقصدون مضايقتي ويظل يرغمني على زيارتهم حتى أكون زوجة بارة، ولكني أتألم كل مرة وأنا أعلم أنهم يستطيعون التمييز بين طيب القول وخبيثه مهما صغر أو كبر ولا يقبلونه لأنفسهم وأصبحت لا أحب الذهاب إليهم خوفاً على علاقتي بزوجي التي بدأت تتأثر وتهتز، فهل يجوز أن يرحمني زوجي من هذه الزيارة التي لا أعود منها إلا متعبة في أغلب الأحوال ويذهب وحده بدوني، وذلك لأن ما يفعلونه يشعرني بالظلم والضرر في حين أني أريد أن أعيش حياة هادئة! أم أن علي ذنب إذا توقفت عن زيارتهم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نعيد عليك النصيحة بالصبر ومقابلة الإساءة بالإحسان في التعامل مع والدي زوجك، وإن كان ذلك لا يجب عليك أصلاً لأنه ليس لهم من الحقوق عليك إلا لما للمسلم على أخيه المسلم من الحقوق، وقد بينا طرفا منها في الفتوى رقم: 6719.
إلا إذا كان زوجك يأمرك بشيء نحو والديه فيجب عليك طاعته فيه بالمعروف، وراجعي الفتوى رقم: 4180.
لكن إن وجدت ما لا صبر لك عليه وخفت أن يحصل منك بسبب ذلك ردة فعل تسيء إلى زوجك أو إلى أهله فلا مانع من أن تقنعي زوجك بحقيقة الأمر، فإما أن يطلب من أبويه الكف عن أذيتهما لك، أو يعفيك من زيارتهم بشكل مستمر، ويحسن أن يكون هذا الأمر سراً بينكما بحيث لا يطلع عليه والدا زوجك فيغضبا لذلك فيزداد الأمر تعقيداً.
والله أعلم.