عنوان الفتوى : بين الحوض والكوثر
ما العلاقة بين الكوثر والحوض الذي يرد عليه المسلمون يوم القيامة؟ هل الكوثر إشارة إلى ذلك الحوض؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكوثر نهر في الجنة أعطاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {الكوثر: 1}.
وفي الحديث: بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك... رواه البخاري.
وأما الحوض، فإنه خارج الجنة يرده المسلمون قبل دخولهم الجنة، كما هو ظاهر كلام شراح الحديث ويشخب فيه ميزابان من الجنة، كما في حديث مسلم.
قال ابن حجر في الفتح :ظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها، ثم صرح بعد كلام أن النهر الذي يصب في الحوض من الجنة هو الكوثر، وبمثل ذلك قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية.
وبناء عليه، فإن الكوثر غير الحوض الذي يرده المسلمون قبل الجنة، ولكن هذا الحوض يستمد من الكوثر الذي هو داخل الجنة، كما يفيده كلام ابن حجر وابن أبي العز.
والله أعلم.