عنوان الفتوى : إخبار العراف بالغيب ليس دليلا على صدقه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أود أن أسأل عما درج عليه الناس في أيامنا هذه من قراءة الفنجان والتنبؤ بالمستقبل والأبراج والتبصير ..وما شابه .في الحقيقة كنت أعتقد أن هذه الأمور مجرد تكهنات فارغة قد تصيب وقد تخيب إلى أن حصلت مع صديقة لي قصة أغرب من الخيال ...............ذهبت صديقة لها إلى إحدى المختصات بهذه الأمور وطلبت منها أن تنبئها بمستقبلها ............فإذا بها تخبرها أن والدتها ستموت في يوم كذا سنة كذا ..........ووالدها سيصاب بمرض خطير في سنة محددة ......وأنها ستنفصل عن الشاب المرتبطة به رغم أن قصة حب قوية تجمعهما ببعض ...........وتشاء الأقدار أن يتحقق كل ما ذكرته هذه المرأة من وفاة الأم ,ومرض الأب ,وفسخ الخطبة. وسؤالي الآن كيف استطاعت هذه المرأة أن تكشف لهذه الفتاة أسرار حياتها كلها بأدق تفاصيلها علما أن ما نعرفه ويعرفه الجميع أن الغيب لا يعلمه إلا لله وهل يجوز الذهاب إليها وإلى أمثالها ؟ وأفضل أن يكون الجواب مدعما بشاهد من القرآن أو السنة ولكم جزيل الشكر

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن أصدرنا فتويين برقم: 55364، 57098 بينا فيهما أن هذه الأمور من الكهانة وادعاء علم الغيب الذي قد يخرج صاحبه من ملة الإسلام.

أما إخبار هذه العرافة بأشياء قد تقع فيكون عن طريق الجن والشياطين مما يخطفه مسترق السمع، ثم يكذبون مع الكلمة الواحدة مائة كذبة، كما سبق بيانه في الفتوى: 17507 ويكون هذا الأمر فتنة وامتحانا، وليس دليلا على صد قهم ولا على إبطال الشرع، فإن الدجال الأكبر يقول للسماء امطري فتمطر، وللأرض انبتي فتنبت، وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه، ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه ثم يقول له قم فيقوم، ومع هذا فهو دجال ملعون، قال ابن تيمية: يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب. اهـ.

فيجب عدم التعلق بقول هؤلاء، فمن تعلق بأقوالهم وكله الله إليهم وحرمه من توفيقه وهدايته. قال صلى الله عليه وسلم: من تعلق شيئا وكل إليه. رواه أحمد.

ولا يجوز الذهاب إليهم ولا تصديقهم، وقد ورد في ذلك الوعيد الشديد، كما سبق بيانه في الفتاوى: 1815، 14231، 21278، 39659.

والله أعلم.