عنوان الفتوى : إحسان اختيار الزوجة أمر مطلوب
خطبت فتاة رأيت فيها من فقه الدين ما شجعني على نكاحها ثم رأيت فيها من التناقض ما يحثني الآن بشدة على فسخ الخطوبة مع العلم أني لم أنقطع عن الاستخارة قط. فهل تسرعت عند الاستخارة في البداية أم هو الشيطان يريد أن يوقع بي الآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اختيارك لمن تريد الزواج بها على أساس الدين هو ما أرشد وحث عليه نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك. وقد أحسنت بالاستخارة قبل الإقدام على هذا الأمر فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار. وأما ما رأيت بهذه الفتاة مما أسميته " تناقض" فاعلم أن الكمال لله وحده، فليس هناك إنسان كامل مطلقا، فلا بد في كل إنسان من عيوب، وإذا أردت زوجة كاملة ليس بها عيب فإنك لن تتزوج، وكما قال الشاعر:
فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها *كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
لكن في الوقت نفسه فطلب الأفضل والأكمل لا بأس به، والحرص على إحسان اختيار الزوجة أمر مطلوب، والزواج ينبغي أن يبنى على أساس من الألفة والمحبة والتفاهم لا على التعارض والتناقض. فنرى أن تستخير في أمرك وتستشير أهل الرأي والتجربة، فإن رأيت فسخ الخطوبة فلا حرج عليك. ففسخ الخطوبة أهون من الطلاق بعد الزواج.
والله أعلم.