عنوان الفتوى : مصدر عبارة (الساكت عن الحق شيطان أخرس)
جزاكم الله خيرا على كل حرف تكتبون - سماحة الشيخ – ما هو مصدر عبارة (الساكت عن الحق شيطان أخرس) هل للرسول صلى الله عليه وسلم أو أي من الصحابة رضي الله عنهم علاقة بها؟ هل مصدرها إسلامي؟ وإن صحت بصورة عامة فما ذلك الحق الذي بالسكوت عليه يصبح الإنسان شيطانا؟ - هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القول المذكور أورده غير واحد من أهل العلم في سياق حديثه عن ذم السكوت على المنكر وعدم إنكاره. ففي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية يقول رحمه الله تعالى: قال الله تعالى: فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا. ولوى لسانه: أخبر بالكذب، وأعرض: سكت وكتم الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس. ويقول ابن القيم رحمه الله: وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك! وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها! وهو بارد القلب ساكت اللسان، شيطان أخرس، كما أن من تكلم بالباطل شيطان ناطق.
وقال عبد الحي بن محمد العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" ومن كلامه يعني الحسن بن علي النيسابوري: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.
كما نسبه إليه النووي في شرح مسلم نقلا عن أبي القاسم القشيري قال: وسمعت أبا علي الدقاق يقول: من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.
وعلى هذا، فلعل أبا علي الدقاق النيسابوري الشافعي المتوفى سنة ست وأربع مائة هو أول من تكلم بهذه الجملة.
والحق الذي لا يجوز السكوت عنه هو بإجمال: كل ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأوامر والنواهي والآداب.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 9358، 15554، 43762.
والله أعلم.