عنوان الفتوى : الذب عن أعراض المسلمين من آكد المطالب الشرعية
كانت لي صديقه أخلاقها صعبة جدا ودائما تغل وتحقد وتتدخل فيما يعنيها وما لا يعنيها وكانت تخوض في سيرة كل الناس وسيرة النساء والبنات وحاولت أكثر من مرة أن أنصحها وقاطعتها فعلا، ولكنها عادت نادمة وباكية وتتذلل ووعدتني بأن أخلاقها ستغيرها وتريد مني أن أعينها على ذلك وكنت أعلم ثواب الصفح والعفو والتسامح وعدت إليها وأعطيتها فرصة متبعة ما قرأته فى كتاب خلق المسلم للغزالي عن الصبر على أصحاب السوء عسى أن نحسن خلقهم وفعلا التزمت أمامي على الأقل حتى لا تخسرني مرة ثانية، ولكن كان الجميع حولي يشكون منها دائما وكانت تغل ممن حولها وحين أنصحها تندم وتعود مرة أخرى لنفس الأخطاء، وفى الفترة الأخيرة بدأت تتحدث عن ابنة إحدى صديقاتي التي تبلغ من العمر 14 سنة، وللأسف تخوض في قصص الهدف منها الإساءة لسمعة هذه البنت لغيرتها منها لأنها فى سن ابنتها وأنا متأكدة، من أخلاق هذه البنت الممتازة ومن أخلاق أمها الملتزمة المحجبة التي تتقي الله، وعمرها ما حاولت أن تتكلم عن أحد، غضبت جدا وعنفتها وذكرت لها ما ورد من أحاديث وآيات عن الخوض فى الباطل وقذف المحصنات والعقاب الشديد من الله وبدأت تسوء أخلاقها مرة أخرى وتتحدث بالإساءة إلى أعراض كل من حولنا بما فيهم أنا ووالدة البنت، وقررت مقاطعتها نهائيا وقلت لها ذلك وكانت كالمجانين وقتها وبدأت تؤلف قصصا عني لمن حولي وتحاول أن تجعل الجميع يقاطعني والحمد لله لم يصدقها أحد لأني والحمد لله الكل يعرف عني أني لا أفعل إلا ما يرضي الله وصبرت وقتها ولم أنطق لأي أحد بما كانت تقوله عنهم ولا حتى صديقتي الغالية، وما كانت تقوله عن ابنتها حتى لا أكون ممن إذا خاصم فجر وأبتعد عن صفات المنافقين.ومر شهران وأنا في هدوء نفسي وأنا بعيدة عن هذه السيدة التي لم أستطع أن أجعلها ترتدي الحجاب وللأسف الشديد علمت أنها حتى الآن تتحدث عن ابنة صديقتي بأسوأ السير وشعرت بأني لا أستطيع السيطرة عليها وخفت على الفتاة و أمها وشعرت بواجبي نحو صديقتي أن أحمي ابنتها وشعرت بمسؤوليتي فى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيطر على تفكيري الحديث الشريف من رأى منكم منكرا فليغيره بلسانه أو يده أو قلبه، وبلغت صديقتي بما يحدث حتى تتصرف هي وزوجها وكان هدفي فعلا أن أقطع لسان هذه المرأة، وفعلا تصرف الأب مع زوج هذه المرأة وكانت مشكلة كبيرة للرجل واعترف فعلا أن زوجته أخلاقها صعبة وتغير دائما، والآن أنا لا يهمني إلا أن أطمئن هل ما فعلته وإخباري لصديقتي بما قالته هذه المرأة وما كانت تقوله وهي معي نميمة، وهل أنا آثمه، وما رأي سيادتكم فى هذا؟ ولكم مني جزيل الشكر، وأسفة على طول الرسالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التناصح والتواصي بالحق بين المسلمين والذب عن أعراضهم من آكد المطالب الشرعية، وقد كان المطلوب منك أن تنصحي الأخت بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبيني لها خطر الوقوع في أعراض المسلمين وتذبي عن عرض المتهمات ما استطعت، عملاً بالحديث: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. رواه الترمذي.
وعملاً بواجب النصح وتغيير المنكر، وأما إبلاغك لصديقتك بكلام الصديقة الأخرى فإنه يرجع في الحكم عليه إلى مدى الفائدة المتحققة منه ومدى إمكان استخدام وسيلة أخرى، فإن الأصل في النميمة المنع ما لم يترتب عليها تحقيق مصلحة أو دفع مفسدة فتجوز كما قال النووي وابن دقيق العيد.
ونحن نرى أنه كان الأولى بك أن تستخدمي زوجك أو أحد محارمك في تكليم زوج هذه المرأة حتى يحذرها ويمنعها من الوقوع في أعراض المسلمين، وأن تستعيني أنت على محاولة إقناعها بالبعد عن ذلك بصديقاتك الطيبات، وأن تحضي الأخت على قراءة الرسائل المفيدة وسماع الأشرطة النافعة والاشتغال بحفظ القرآن، وتعلم ما تيسر من العلوم حتى تشغلي وقتها وطاقتها بما يفيد عما يضر، ولعلك بهذا تسلمين إن شاء الله من النميمة وتحققين هدف توبة صديقتك وحماية أعراض الأخريات، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51307، 28503، 48284، 35364.
والله أعلم.