عنوان الفتوى : الأيمان التي لا يعرف عددها
بالحقيقة أنا مسلمة قد قمت حنث في أيام كثيرة منذ 4 أعوام من الآن لدرجة أني لا أذكر كم يمينا قد حنثت وكم يوما يتوجب علي صيامه كفارة لتلك الأيمان التي لا أذكر عددها لكثرتها، وأعترف أني الآن أصبحت أكثر التزاما بالدين وإن شاء الله لن أقسم بالله سوى على الأمور الهامة، وسألتزم به، لكن أريد أن أعرف كيف أكفر عن تلك الأيمان التي كنت أقسم بها في الماضي 2-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمسلم أن لا يكثر الحلف بالله سبحانه وتعالى، لأن ذلك يشعر بعدم تعظيمه لله، وفيه جرأة عليه، والله تعالى يقول: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة: 224}. ويقول: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة: 89}. وورد ذم كثرة الحلف في قول الله عز وجل: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ{القلم: 10-13}. فجاء ذكر الحلاف مع هذه الصفات المذمومة، فدل ذلك على ذمه.
وفيما يتعلق بكفارة هذه الأيمان التي تجهلين عددها فالواجب التكفير عن أكبر عدد يغلب على الظن أنه احتياط في قدرها.
والكفارة بالصيام إنما تكون عند العجز عن الأمور الأخرى. قال تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ {المائدة: 89}.
والحاصل في المسألة أن عليك أن تحتاطي في عدد الأيمان التي حنثت فيها وتكفري بالإطعام أو الكسوة أو العتق، فإن عجزت عن الثلاثة فلك أن تصومي ثلاثة أيام عن كل يمين.
وعليك أن لا تيأسي من قبول التوبة، فإن التوبة النصوح ليس معناها أن لا يرجع التائب إلى الذنب، بل من شروطها أن يعزم عدم الرجوع إلى الذنب. وقد روى أبو داود والترمذي والبزار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة. وراجعي الفتوى رقم: 31318.
والله أعلم.