عنوان الفتوى : دعاء المرأة أن يكون رجل معين زوجا لها
بسم الله الرحمن الرحيم وبارك الله فيكم وفي جهودكم فأنتم تستحقون كل الخير بإذن الله، أما عن سؤالي قد سألتكم سابقا عن استخارة لخاطب تقدم لخطبتي وتراجع عن الخطبة بسبب والدته وأنا الحمد لله صليت استخارة ولكن مازلت أتمنى أن تصلح الأمور وبكون من نصيبي فأدعو الله تعالى أن يكون فيه خير هل أنا أذنبت بهذا التمني أي عدم تمام الخطبة دليل على عدم الخير فيه ويجب أن أسلم لما حدث وخصوصا أنني صليت استخارة؟ و أنا والدتي من التقيات الحمد لله صلت كثيرا ودعت الله تعالى أن يبين لها إن كان فيه خير وممكن أن يكون من نصيبي أم لا في رؤيا_ لأنه هناك خاطب آخر ولكن أمي ارتاحت للخاطب الأول رغم تراجعه ولكن هو مازال متمسكا بي ولكن من غير موافقة ولم ترتح للثاني -فحلمت بعد صلاة الفجر بأن الخاطب وأمه في بيتنا يخبران أمي أن ابنتك ليست من نصيبنا هل هذه الرؤيا دليل على أنه لا نصيب فعلا وسبحانه استجاب لأمي ما طلبت منه ؟ هل يمكن ألا تتحقق الرؤيا ؟ وطلبت من والدتي أن لا تخبر أحدا بهذا الحلم لأنني أعلم إذا كان الحلم مما لا يسرنا فلا ينبغي أن نخبر به أحدا، أرجو منكم أن تجيبوني على كل ما استفسرت عنه بسرعة حتى أرتاح من القلق والحيرة التي أنا فيها ولا تحيلوني لأسئلة أخرى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تبين من كلامك حرصك الشديد على هذا الخاطب وهذا لا حرج فيه، ولا تؤاخذي عليه، لاسيما إذا كان هذا الشاب مرضيا في دينه وخلقه، فتمنيك أن يكون من نصيبك وحتى دعائك بذلك وسعيك بالوسائل الشرعية ومنها الدعاء في إصلاح الأمور أمر جائز ولا شيء فيه.
لكن اعلمي أن الخير في ما اختاره الله، فاسأليه أن يختار لك ما فيه خير وصلاح لك في دينك ودنياك.
وقد أحسنت عندما صليت صلاة الاستخارة في أمرك المذكور، وإذا كان لك فيه نصيب فسيكون من نصيبك إن شاء الله، فإن كل شيء بقضاء وقدر، فإذا صرف عنك بعد استخارتك الله فاعلمي أن ليس فيه خير لك فارضي بذلك.
أما الرؤيا التي رأتها أمك فالمعول عليه هو ما انشرح له صدرك وتيسر لك بعد الاستخارة، فإن الرؤيا لا يبنى عليها أمر ديني أو دنيوي، بحيث يعمل بمقتضاها كفا أو امتثالا، فالرؤيا تسر ولا تضر بإذن الله. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره. رواه البخاري.
والله أعلم.