عنوان الفتوى : الطلاق والصبر
بسم الله الرحمن الرحيم أقول إن شاء الله أن أكون ممن وصفهم الله بالصابرين، أنا امرأة مؤمنة وملتزمة بديني وحجابي وابتليت بزوج بعيد كل البعد عني وبكل ما تحمل هذه الكلمة وأختصر الوصف فأقول لك بأنه لا يملك دينا ولا دنيا، لا يعرف الله أبدأ وغير قادر حتى على الاهتمام بي مستهتر بكل شيء وتزوجني ليعتمد علي فقط والأسوأ أنه لا يعاشرني بما يرضي الله، وحتى لا أطيل عليكم قطعت هذا الزواج الفاشل من أوله بعد ثلاثة شهور فقط وبعد محاولاتي لعلاجه مع العلم بأنني تزوجته وأنا لا أعرفه ولم أره وهو من طرف صديقة لي تعرف ما أريد في زوجي، وسؤالي هل أكون صابرة إن استمررت مع إنسان مثل هذا أم مجرد رجوعي لبيت أهلي وتحملي وصف مطلقة وما عانيته منه فترة وجودي معه هو الصبر بعينه، مع العلم بأنني لم أطلق حتى الآن لرفضه هو ذلك والحمد لله أنا صابرة ومحتسبة واعتبرت ما جرى لي امتحانا من الله، أجيبوني زادكم الله من علمه وفضله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الرجل كما ذكرت وقد حاولت النصح له ولم يستجب فلا حرج عليك أن تطلبي الطلاق، وليس ذلك قادحا في الصبر بل إن كان في المقام معه الوقوع في المعاشرة المحرمة كما يفهم من كلامك فليس الصبر على المقام معه من الصبر المحمود بل من المذموم، ولعل الله يعوضك عنه خيراً، قال الله تعالى: وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}، وارفعي أمرك للقضاء الشرعي لرفع الضرر عنك، أما مجرد الخروج من بيت الزوجية فلا يجعلك مطلقة، وإنما يحصل الطلاق إذا أوقعه الزوج أو أوقعه القاضي الشرعي.
والله أعلم.