عنوان الفتوى : الحذر من الوساوس الشيطانية عند تدبر الآيات القرآنية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا رجل مسلم وأصلي الأوقات جميعها حاضرة وأزكي وأتصدق وهذه الأيام أواظب على حفظ ما تيسر من القرآن والسنة والمشكلة أنى أقف أمام آيات من القرآن وبعض الأحاديث وداخلي صراع نفسي وتفسيرها بنفسى بطريقة أشعر أنها أخرجتني عن الدين والعياذ بالله هذا الأمر يشعرني بضيق نفسي فمثلاً في حادثة الأفك الخاصة بالسيدة عائشة تجدني أفكر بتفسير أنا كمسلم لا يجوز أن أفكر فيه هو تفسير يغضب الله فهل هذا مني أم من الشيطان بالله عليكم أفيدوني كي لا أجن .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تفسير القرآن لا يكون بمجرد الرأي، وإنما الواجب في معرفة مراد الله الرجوع إلى ما قرره العلماء، وانظر الفتوى رقم: 20711.

وأما إساءة الظن بأم المؤمنين عائشة التي نزلت براءتها من فوق سبع سموات فإنه من الكفر، وانظر الفتويين: 27130، 53577.

وانظر قصة الإفك كاملة - كما رواها الإمام البخاري - في الفتوى رقم: 30182.

هذا، وإن الواجب عليك أن تحذر الشيطان، وأن ترد كيده ووساوسه، وأن تذكر حرصه على إغواء بني آدم، قال تعالى حاكياً عن إبليس اللعين: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف: 16-17}.

وقال سبحانه أيضاً في سورة النساء: إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا {النساء: 117-119}.

ولتنته ولا تسترسل في هذه الخواطر الرديئة، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واسأله سبحانه أن يحفظ قلبك منه، وحصن نفسك بطلب العلم، واحرص على صحبة الصالحين ورواد المساجد، فالشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

وللفائدة انظر الفتاوى: 52270، 18623، 29135، 29452، 45570، 3171.

والله أعلم.