عنوان الفتوى : ضوابط جواز اللعب بألعاب الفيديو
بسم الله الرحمن الرحيم إلى فضيلة الشيخ/ الموضوع: ألعـــــــاب الفيـــديو أنا شاب في العشرين من عمري، متزوج والحمدلله من فتاة في نفس عمري، وأعمل في الفترة الصباحية براتب ممتاز والحمدلله، وأدرس في الفترة المسائية. هوايتي قراءة الكتب والعلوم الدينية لمؤلفات العلماء الشيوخ:- 1-محمد العثيمين . 2-ابن باز . 3-محمد ناصر الدين الألباني . رحمة الله عليهم جميعاً. ولدي هواية أخرى أحبها جداَ، وهي تأتي بعد هذه الهواية وهي لعب ألعاب الفيديو. حيث إن محتوى هذه الألعاب فك الألغاز والتفكير، ومنها سباق السيارات وهي تسليني جداً لأنني بطبيعتي أحب تحليل ومواجهة الأشياء التي تواجهني في حياتي والتفكير في معالجتها. والحمدلله هداني الله سبحانه وتعالى واختارني أنا من بين الذين اختارهم من خلقه وهداهم منذ ما يقارب السنة، فأنا لا أزكي نفسي يا شيخ، ولكني أرى في حياتي تغيراً شديداً وفرحا وسرورا في قلبي لا يحس بها أقرب الناس إلي. فالصلاة يا شيخ قرة عين لي والله كما قال عنها المصطفى –صلى الله عليه وسلم-، أقسم بالله العظيم بأنني أتلذذ بها وأتضايق عندما يسلم الإمام معلناً عن انتهاء الصلاة. أبحث في هذه الدنيا عن كل ما يرضي ربي والحمدلله أحس أن الله سبحانه وتعالى ييسر لي مايحبه هو. ليس هذا الموضوع يا شيخ، فأنا أحببت أن أبين لك مدى تعلقي بالله سبحانه و الصلاة وأنه لايوجد شيء يلهيني أو يؤخرني عنها والحمدلله حتى موضوع هذه الرسالة، فأنا أقعد في المسجد منذ النداء الأول. سؤالي هو ما حكم اللعب بألعاب الفيديو، مع العلم بأنني ألعبها مع زوجتي وأشقائها، فهي تسلينا جداً، وأنا بنفسي والله أعلم أراها من الأشياء التي يلهو بها الزوج مع زوجته خصوصاً أنني متزوج منذ ثلاثة شهور. مع العلم أنها لاتثير غضبي وأمارس هذه الهواية في الأسبوع مرتين على خلاف السنوات السابقة، فلقد كنت أمارسها يومياً ولمدة أربع أو خمس ساعات يومياً، وأحياناً قليلة أزيد عن ذلك. أرجو يا شيخ التفصيل في الإجابة بدقة مستدلاُ بقول الله سبحانه والرسول –صلى الله عليه وسلم –لأنني تعودت على هذ النوع من الإجابة . أحبكم في الله، وأسأل الله لكم الثبات على الدين يا أهل السنة. محمد طلال محمد التميميالإمـــارت العربية المتحدة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أباح الإسلام الترفيه والترويح عن النفس، إذا كان مضبوطاً بضوابط الشرع، ولا يلهي عن الصلاة ولا غيرها من الواجبات، وأن لا يكون مصحوباً بميسر ولا قمار، وأن لا يؤدي إلى التنازع، وأن لا تصحبه موسيقى ونحوها من المحرمات، ، ومن الأدلة على جواز ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما: أن الحبشة كانوا يلعبون بحرابهم عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، فدخل عمر رضي الله عنه فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها، فقال: له النبي صلى الله عليه وسلم: دعهم يا عمر،
ولكن كما ينبغي أن يكون الترفيه فيما يفيد وينفع نفعاً معتبراً شرعاً، كرياضة ذهنية أو بدنية، أو لاكتساب خبرة مفيدة فإن أهم ما يملكه العبد هو الوقت.. فالعاقل هو الذي يحرص على أن يشغله فيما ينفعه في الدنيا والآخرة، ولهذا جاء التنبيه عليه من النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ رواه البخاري. وبناءً على ما تقدم، فلو تحققت هذه الضوابط في ألعاب الفيديو جاز اللعب بها، وإلا فلا.
ونسأل الله لك الثبات على دينه والمزيد من الراحة والسرور والإنس بالله وبذكره
والله أعلم