عنوان الفتوى : خذ بأسباب الرزق الحلال ، ولا تقترض بالربا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على النبي الذي اصطفى، أما بعد: أشكركم على هذا المتنفس (البرنامج القيم)

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد بين الله سبحانه وتعالى أنه إذا ضاق مكان على عبد في الرزق فإن في الأرض متسعاً له، قال تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) [الملك: 15].
وقال تعالى: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) [الذاريات: 58].
وقال تعالى: (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) [العنكبوت: 56].
فلئن ضاق الرزق الحلال في مكان فلابد أن يتسع في آخر، ولا يأمر الله عباده بأكل الحلال ثم يضيقه عليهم، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) [البقرة: 172].
وقال تعالى: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) [البقرة: 168].
واعلم ـ أخي الكريم ـ أنت وأمثالك من الشباب الذين ضاق عليهم أمر معاشهم أن عليهم أن يلتزموا ما أحل الله لهم وما أمرهم به إلى أن يفتح الله عليهم من بركاته، لا سيما إن صدقت نواياهم وأخلصوا أمرهم. خاصة في أمر الزواج الذي ما أقدم عليه إنسان صادق يريد العفاف إلا أعانه الله على مؤنته. قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف" رواه الترمذي وحسنه.
فعليك أن تأخذ بالأسباب المشروعة اللازمة لذلك وتتوكل على الله. قال صلى الله عليه وسلم: "لو توكلتم على الله حق توكله لزرقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا" رواه الترمذي. فهذه الطير ترزق، ولكنها تأخذ بالأسباب كما وصف في الحديث.
فعليك الأخذ بالأسباب، ومنها أن تعملوا في أية حرفة أو مهنة مباحة ولو بأجر قليل. وأن تمتنعوا من الأعمال التي تقضي على جزء من دخلكم إن كنتم واقعين فيها، كالتدخين، وشراء أشرطة الأغاني.. ونحوها مما يضركم في دينكم ودنياكم.
وكل ما يفعله الشباب مما ذكرت لا يرضى عنه الله سبحانه وتعالى، بل هو من المحرمات الجالبة لسخط الله، سواء أكان تعاملاً بالربا أو السرقة أو خداع بنات الناس. فاتق الله يرزقك الله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) [الأعراف: 96]. والله أعلم.