عنوان الفتوى : ذكر المعائب على جهة المصلحة لا يعد غيبة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

نحن مجموعة زملاء بالعمل ويحدث في بعض المرات أن اتناقش مع زميل لي عن خراب حصل بأجهزة الكمبيوتر أو بالأحرى سوء استعمال واستهتار من قبل زميل آخر ومن ضمن الحديث نتكلم على هذا الزميل بأنه فعل كذا بالجهاز وأنه غير منصاع للتعليمات بالمحافظة على الأجهزة وبالعموم نتكلم عنه بمجال المحافظة على الاجهزة والخ. سؤالي هل هذه تعتبر غيبة نأثم عليها خاصة أننا غير مطالبين بمحاسبته لكن همنا الحفاظ على الأجهزة من الاستهتار وسوء الاستعمال.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلاشك أن الغيبة من الذنوب القبيحة التي حذر منها الشرع ونعتها بأبشع الأوصاف. قال الله تعالى: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات: 12}، والغيبة: كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم: ذكرك أخاك بما يكره، قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته. رواه أصحاب السنن. ولم يبح الشرع منها إلا ما دعت إليه الضرورة لرفع الظلم، والاستعانة على تغيير المنكر، والتحذير من الشر والفساد وما أشبه ذلك. وعلى هذا فإنه لا يجوز ذكر شيء من معائب صاحبكم إلا على جهة المصلحة وما يتعلق بالعمل والاقتصار على ما يصلح حالكم. وعليكم قبل ذلك وبعده أن تنصحوه وتبينوا له أن من الواجب عليه شرعا وطبعا أن يحافظ  على ما ائتمن عليه من أدوات العمل وأجهزته وأن تضييعها تضييع للأمانة وخيانة لها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك. رواه أصحاب السنن. فهذا من النصيحة لأخيكم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. رواه مسلم. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6082 ، والفتوى رقم: 29510.

والله أعلم.