عنوان الفتوى : سب أبوها خطيبها وطرده من بيته
عندما يسب والدي خطيبي ويطرده من على باب البيت بعد خصام دام شهرا ونصف سببه سوء فهم بين الأسرتين و يقنعونني بفسخ الخطبة مع عدم إخباره وبيع شبكتي...... فخطيبي الآن لا حول له ليس عنده الرغبة في الرجوع لأنه لا يعرف كيف يواجه أهلى بعد هذه الإهانة؟؟؟؟؟ وأنا في إجهاد نفسي وأصبحت لا أطيق الكلام مع والدي فهل هذا عقوق وما الحل؟؟؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشرع الحكيم قد ندب إلى الإصلاح بين المتخاصمين من المسلمين.
قال تعالى: [لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ] (النساء: 114) وذلك لأن الشرع يهدف إلى إقامة المجتمع المسلم على جو من الإلفة والمودة والمحبة، وإذا كان هذا في حق المسلمين عامة فهو في حق من يرجى أن تكون بينهما مصاهرة آكد.
وعلى هذا، فإننا ننصحكم بالسعي إلى الإصلاح ورأب الصدع والاستعانة بكل من يرجى لقوله تأثير، فإن تم ذلك فالحمد لله، ولا ينبغي حينئذ فسخ الخطبة بلا مسوغ شرعي، لما قد يترتب على فسخها من ضرر لأحد الطرفين، وإن استمر الحال على الخصام فالأولى فسخ الخطبة، لما قد يترتب من سوء العاقبة بإتمام هذا الزواج.
وإذا فسخت الخطبة جاز للخاطب الرجوع بما دفع لمخطوبته من مال أو متاع، ما لم يكن قد وهبها إياه وحازته الحوز المعتبر شرعا، فلا يجوز له حينئذ الرجوع فيه، وتراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 7237، والفتوى رقم: 6066.
وننبه الأخت السائلة إلى أنه لا يجوز لها أن تظهر لوالدها نوعا من السخط وعدم الرضا مهما حدث منه ما حدث، لأن حقه عليها عظيم، ولتراجع الفتوى رقم: 17754.
والله أعلم.