عنوان الفتوى : من صلى المغرب في السفر قصراً فعليه الإعادة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فأرجو من سيادتكم الإجابة على هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من صلى المغرب ركعتين سواء كان ناسياً أو جاهلاً للحكم فإن صلاته باطلة، وتجب عليه إعادتها، للإجماع على أن السفر لا يؤثر في صلاة المغرب والفجر، ولقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه للرجل الذي أساء في صلاته: "ارجع فصل فإنك لم تصل " فهذا الرجل الذي أمره صلى الله عليه وسلم بأن يعيد صلاته وقال: فإنك لم تصل لم يترك ركعة كاملة من صلاته وإنما كان يترك الطمأنينة في الركوع والقيام والسجود ونحو ذلك. فالذي يترك ركعة كاملة أسوأ حالاً منه، والواجب عليه أن يعيد كل صلاة مغرب صلاها ركعتين فإن كان لا يعرف كم صلى من المغرب ركعتين، صلى قدر ما يرى أنه يبرئ ذمته مما ضيع من صلاة المغرب في أسفاره.
كما يجب عليه أن يخبر الذين أرشدهم إلى قصر المغرب أن صلاتهم باطلة، وعليهم إعادتها إن كانوا صلوها قصراً، إذا كان يستطيع إبلاغهم بأي كيفية.
وأخيراً فإننا ننبه السائل الكريم إلى أن فرض العين الذي منه الصلاة، يجب على كل مكلف تعلمه، ولا يسعه جهله ولا التهاون فيه، لا سيما الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام وعمود الدين، فالله عز وجل يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) [الأنبياء: 7] كما ننبه أيضاً إلى خطورة القول على الله بلا علم، فهو أحد المحرمات التي اتفقت عليها كلمة الأنبياء.
قال تعالى: ( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) [الأعراف: 33 ] ولذلك كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يكثرون من قول لا أدري. فقد استفتي عبد الله بن عمر عن أمر فقال: لا أدري فلما ولى السائل أقبل عبد الله بن عمر على نفسه يقول: أحسن عبد الله سئل عما لا يعلم فقال: لا أدري .
وقد قال الشاعر:
من كان يهوى أن يرى متصدراً ويكره لا أدري أصيبت مقاتله.
والله أعلم.