عنوان الفتوى : المقياس الشرعي في اختيار الأزواج هو الدين والخلق

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لدي مشكلة وهي أنه متقدم لخطبتي شخص ولكني لست موافقة عليه وأهلي يريدونه لأنه صديق إخواني، تغير نظرة أهلي إلي ووقفوا ضدي عندما رفضت الخطبة فأصبحت متعبة جدا بل أفكر في الانتحار، أريد حلا لمشكلتي، وللعلم أني أحب شخصا آخر وكل منا متعلق بالآخر إلا أن ظروفه صعبة لأن عليه مطالبات للبنك، أريد أن أسال هل فيه قاض يمكن أن يزوجنا؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المقياس الشرعي في اختيار الأزواج هو الدين والخلق، فقد ثبت

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي

فينبغي أن تحرصي أختي السائلة ويحرص أولياؤك على صاحب الدين والخلق، لأنه يحفظ لك كرامتك، فإن أحبك أكرمك، وإن أبغضك لم يظلمك.

وعلى هذا فإن كان هذا الشاب الذي سيتقدم لخطبتك ورضيه أهلك خطيباً صاحب دين وخلق، فوافقي على زواجه منك، وإن كنت تجهلين أمره فوافقي كذلك، لأن الغالب على الأولياء عدم مضارتك والبحث عما فيه مصلحتك.

وإن ثبت لديك أنهم إنما يريدون زواجه منك لمجرد مصالح وأهواء شخصية دون النظر إلى دينه وخلقه، فحاولي إقناعهم بعدم رغبتك في الزواج منه وعدم كفاءته، وبالموافقة على الزواج من الآخر إن كان كفؤا بأن كان صاحب دين وخلق، فإن وافقوا  فالحمد لله، وإن لم يوافقوا، فيجوز لك أن ترفعي أمرك إلى القاضي ليتولى أمر زواجك من الكفء، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 25815.

وإن كان هذا الآخر ليس بكفء فلا تقبلي به زوجاً لك، واسألي الله تعالى أن ييسر لك من هو مرضي في دينه وخلقه.

ونحذر كل الحذر من الإقدام على الانتحار، فهو لايحل مشكلة وعاقبته وخيمة، يخسر به المرء دنياه وآخرته، وقد ورد فيه من الوعيد أحاديث كثيرة

منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا.

فكوني على حذر، وأغلقي مداخل الشيطان إلى نفسك، وتضرعي إلى الله تعالى، واستخيريه في أمورك كلها، فهو العليم بعواقب الأمور.

والله أعلم.