عنوان الفتوى : التصرف الواجب تجاه من يلصق التهم بالبريئين
أختكم من الجزائر تطرح عليكم مشكلتها: أنا طالبة في السنة الأخيرة جامعي (هندسة دولة في الألكترونيك)ناجحة في دراستي ومتدينة والحمدلله لكني متهمة في عرضي من قبل أناس مستهترين ولا أحد منهم يتجرأ على مواجهتي لأني فهمت من طريقتهم هو تشويه سمعتي فهذا يقول إني رايتها عارية وآخر يقول إنها تدخن وآخر إنها تشرب الخمر والعياذ بالله والمحير في الأمر أني لا أخالط أحدا ومعرفتي بجيراننا سطحية وعائلتي محافظة وأخلاقي معروفة وفوق هذا لله يعلم أني بريئة مما يدعون.أفيدوني أرجوكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يقول عنك هؤلاء الذين وصفتهم بالاستهتار لا يجوز، ولك الحق في أن ترفعي أمرهم إلى الحاكم الشرعي ليأخذ لك بحقك منهم، فإنهم يستحقون التعزير بما ينسبونه إليك، وقد سئل شيخ الإسلام عمن شتم رجلا وسبه؟ فأجاب: إذا اعتدى عليه بالشتم والسب فله أن يعتدي عليه بمثل ما اعتدى عليه، فيشتمه إذا لم يكن ذلك محرما لعينه كالكذب، وأما إن كان محرما لعينه كالقذف بغير الزنا فإنه يعزر على ذلك تعزيرا بليغا، يردعه وأمثاله من السفهاء.
وقال صاحب معالم القربة في معالم الحسبة وهو شافعي: من أتى معصية لا حد فيها ولا كفارة، كالمباشرة المحرمة فيما دون الفرج، والسرقة فيما دون النصاب، والقذف بغير الزنا.. عزر.
وقال الز يلعي في نصب الراية: ومن قذف عبدا أو أمة .. بالزنا عزر... وكذا إذا قذف مسلما بغير الزنا، فقال: يافاسق أو يا كافر أو يا خبيث أو يا سارق، لأنه آذاه وألحق الشين به..
واعلمي أنك لا تستحقين إيجاب التعزير على أولئك الذين ذكرت بمجرد دعواك أنهم يقولون عنك ما يقولون، بل لا بد أن تثبتي ذلك بالبينة
أو يقروا هم به عند المحكمة، ومع أن لك الحق في كل ما ذكرنا، فإننا ننصحك بالصبر وعدم رفع الأمر إلا إلى الله، واعلمي أن عاقبة الصبر محمودة في الدنيا والآخرة.