عنوان الفتوى : يريدها شريكة لحياته وأهله لا يريدون
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا, فعلمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, إنك أنت العليم الحكيم, أما بعد:هذه قصتي مع أهلي هداني وهداهم الله, منذ بداية القصة حتى اللحظة التي تقرؤون فيها رسالتي وأنا أبحث جادا عن من يرشدني أو يقف معي, وفي هذا الزمن الذي قل فيه الصديق الوفي وانقطعت فيه النصيحة الصادقة, وانشغل كل في شغله, لا يجد الإنسان أمامه الا أهل البركة والذكر, الذين يتحرون الصدق ولا يخافون في قول الحق لومة لائم.هؤلاء الناس الذين طلبتهم كثيرا ولم أتمكن من الوصول اليهم, ليحكموا لي الحكم القاطع بما أنزل الله تعالى, أو ليوجهوني إلى هدي نبيه بما ورد عنه من قول أو فعل أو تقرير, أو ليعلموني ما اجتهد فيه العلماء بهذا الخصوص, فإذا ما انوجد كل هذا فالنصيحة الصادقة من ذوي الخبرة, النصيحة التي تؤدي إلى الإصلاح, حيث أن ما يتهمني به والديَ هو"أنني عاق لهم, وإذا ما سرت على رأيهم فسوف لا يعتبرونني ابنا لهم" هذا ما أريد أن أعرفه بعد قراءة قصتي, فإني ما أوده أيضا أن يكون ما تحكمون به مكتوبا حتى يكون لي سندا في اتخاذ قراري، بارك الله فيكم, وبارك لكم, وجزاكم الله عنا خير الجزاء, وأدامكم الله سندا لكل ضعيف وموجها لكل تائه ومعلما لكل جاهل. هذه قصتي: أنا شاب في السادسة والعشرين من عمري، بدأت قصتي في شهر ديسمبر من عام 2000 عندما تعرفت على ابنة الجيران وأحببتها، كان ذلك خلال زيارتي إلى أهلي إذ أنني أدرس في الخارج منذ عام 1998, حيث أن تلك البنت قد توفي والدها وهي في الثانية عشرة من عمرها, وهي الآن تعيش مع أمها وزوج أمها وأختها من أبيها وأخيها من أمها وأخيها الأصغر من أبيها, حيث أن أخاها الأكبر يعيش الأن في الأردن،قبل مغادرتي لأهلي عائدا إلى دراستي, أعطتني بنت الجيران صورتها الشخصية, فاكتشفت والدتي وجود هذه الصورة معي فكانت ردة فعلها أنها رفضت مبدأ الإرتباط مع هذه الفتاة للأسباب التالية:1- هذه البنت متبرجة وترتدي ألبسة غير متحشمة.2- هي تحمل هاتفا محمولا, وكانت لا ترد على المكالمات الهاتفية عندما يرن الهاتف وهي في زيارة أهلي سابقا, بداعي أنهم قد يكونوا شباب.3-هذه البنت من ثوب غير ثوبنا وعمرها يناهز عمري.4-إذا هي أعطتني صورتها, فإنها تعطيها لغيري بسهولة.وعلى العموم, لم أقتنع بأجوبة أمي واستمرت علاقتي مع هذه البنت هاتفيا طوال عام 2001م وأنا في الخارج، خلال ذلك العام كانت معارضة أهلي لإتمام هذا الزواج شديدا جدا، حتى أنه في أحد أيام شهر يوليو 2001 إتصل بي أخي الصغير وأخبرني أنه رأى هذه البنت وقد تركب سيارة رجل غريب متوجهة إلى بيت أهلها في ظلام الليل الساعة العاشرة والنصف، فعندما اتصلت بالفتاة لأخبرها بهذه القصة ولأقطع الشك باليقين, بكت الفتاة كثيرا وذهبت فورا لأهلي وهي تبكي وتطالب برؤية من إتهمها وقذف بعرضها, فلم يستطع أخي مواجهتها وأخذ أبي وأمي يهدِئانها وقالوا لها بأنهاغير مرغوب بها كزوجة لابنهم لأنها.1- من دولة أخرى, هي سورية وأنا فلسطيني.2- وضع فلسطين لا يسمح بالارتباط بغير فلسطينية.3- ابنهم ما زال يدرس وغير مقتدر في هذه الحالة.لم ترضني أجوبة أهلي, خصوصا وأني قد طلبت من هذه الفتاة الإلتزام باللباس الشرعي, فالتزمت في غضون أشهر، برغم كل ما حدث, أحسست بأن الفتاة مظلومة, وقد أكون مخطئا, ولكن الذي لم أتوقعه من أهلي قذف فتاة بدون دليل، كما أن الفتاة كانت مستعدة للالتزام بدينها وهذا ما فعلته حتى الآن،في آواخر عام 2001 ذهبت للعمرة في رمضان داعيا الله أن يقبل أهلي بهذا الأمر, وما أستغربه من الموضوع أنني قد طلبت من أهلي الزواج قبل أن أعرف هذه الفتاة ولكنهم رفضو بشدة رغم أنهم مقتدرون جدا على تزويجي, وكان لسان حالهم دائما يقول بأني مازلت طالبا وعلي أن أنهي دراستي أولا.عدت من العمرة لزيارة أهلي وكان رأيهم لم يتغير في موضوع زواجي من هذه الفتاة, ولكنهم الآن أصبحوا موافقين لمبدأ زواجي إلا من هذه الفتاة، في شهر مايو 2002م زرت أهلي لأخبرهم بأنني ماض في زواجي من بنت جيراننا وكان اعتمادي في هذا القرار على رأي يقول "أن أهلي ليس لهم حق في التدخل في زواجي من تلك الفتاة أو من غيرها", وجاء نهاية لتصميمي هذا أن حدثت مشادة كلامية بين أمي وأمها على الهاتف كما يلي:1- أمي قالت لأمها: أبعدو ابنتكم عن ابننا, وأن لو هذه البنت ابنتي لقتلتها.2- ردت أم الفتاة بقولها: بأننا يجب أن نحمد الله على زواج ابنتهم من ابننا فنحن لا وطن لنا كفلسطينيين.هذه نبذة فقط عما حدث.بعد تصميمي على زواجي منها, ذهب معي إثنان من أعمامي وابن عمتي ليروا ماذا يريد أهلها مني، فكان موقف زوج أمها أنه:"من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه", أخبر أعمامي والدي الذي لم يكن حاضرا وقتها بما حصل فاشتاط غيظ والدي وجاء إلى بيت أهلها ودعا البنت من الداخل وأسمعها أمام أهلها من الكلام ما سيأتي:1- إبني شجرة صغيرة زرعتها, فلا تحرموني منها.2- سألهم كيف تريدوا أن تزوجوه دون موافقة أهله.3- نحن لا نحب الفتاة ولا نقبلها في بيتنا.4- قلتم عنا أننا مشردون, فالرجاء التمسك برأيكم.5- نحن وضعنا لا يسمح لنا فنحن من فلسطين, وسيكون ذهاب إبنتكم إلى هناك صعب.6- اتهم والدي البنت أمام أهها بالاتصال بي وبأعمامي لتميل قلوبهم.كان رد الفتاة أمام والدي وأهلها بأن قالت لي:"رد عليهم إن كنت رجلا", طبعا قالت البنت هذا الكلام لأن هنالك إتهام لها وهي كانت لا تريد أصلا الجلوس من بداية الأمر، انتهى الأمر بأن ترك والدي وعمي المجلس ووالدي يقول لأهلها: بأنه إذا مضى ابني في هذا الأمر, فساعتبره قد مات وسأدفن عليه، عندها عدت إلى البيت وأنا في حالة يرثى لها لأني أريد البنت وأبي وأمي غير موافقين، وكان نهاية الأمر بأن بصق والدي علي وشتمتني أمي وتكلم أخواني علي وعلى الفتاة بكلام يعيبني ذكره.في نهاية شهر مايو 2002م ظل أهلي يحاولوا إقناعي بترك هذه الفتاة وتزويجي من أخرى قبل رجوعي إلى بلاد الخارج لإكمال دراستي, وانتهى بهم الأمر بأن عرضوا علي ثلاثة فتيات يحملن هويات فلسطينية كما يريدون, ولكني رفضت لأني مازلت أود الإرتباط بالفتاة السورية.بعد إصرار أهلي وبعد الحادثة السابقة بإسبوعين, ذهبت مع والدي ووالدتي يوم الأربعاء 15-05-2002م لرؤية إحدى هؤلاء الفتيات فقط لإرضاء والدي لا أكثر. رأيت تلك الفتاة التي كانت حافظة لكتاب الله ولكن لم يؤدم بيننا. وفي اليوم التالي ذهبت مع والداي لرؤيتها مرة أخرى رغم إصراري على الرفض ولكن والدي قال بأنه أخذ موعدا آخر مع أهلها ولا يجوز أن نخلف الموعد. فاضطررت للذهاب رغم أنفي. الزيارة الثانية كانت كالأولى, فكل الذي رأيته من البنت لم يتجاوز الثلاثين دقيقة في كلا الزيارتين.في يوم الجمعة 17-5-2002م, اجتمع الأهل والأعمام يريدون إقناعي بهذه الفتاة فكان مما قالوه: "دعنا نذهب لأبيها لنرى ما شروطه فإن لديه شروط.كل ذلك جعل قلبي يرق لأهلي خصوصا وأني لا أريد إغضابهم, فقالوا لي:"إننا لن نختار لك الا الصالح". فذهبت مع والدي وأعمامي لأرى ماذا يريد والدها, فوجدت أن والدها ليس لديه شروط. فما كان مني الا الصمت الذي مازلت أتحسر عليه إلى الآن, فكان رد والدي بأنه سيعود بعد ساعة لإتمام الأمر, فسألت عمي ماذا سيحدث إذا تراجعت عن هذا الأمر, ولكنه قال:"إن هذا صعب وعيب الآن, فوالدك أعطى كلمته ولا يمكن الرجوع الآن"، لم يأت يوم السبت 18-5-2002, حتى تم عقد القران وأنا ما زلت غير مدرك للموقف, لقد أخطأت بهذه الخطوة ولكني كنت أود إسعاد والديَ فقط. لم أكن فرحا بهذا الزواج على الإطلاق ورأيت أشياء في العروسة الجديدة وأهلها لا يمكن قولها في مثل هذه الرسالة, هذه الأشياء نفرتني من هذه الفتاة التي اختارها لي أهلي.إستمرت حالتي النفسية السيئة للغاية, وندمت ندما شديدا على إقدامي على عقد هذا القران، ولكنني عدت في 26-5-2002م إلى بلد دراستي وفكرت كثيرا بالأمر, فالجميع فرح ولكنني أنا مستاء جدا وغير مصدق لما حدث، إنتهى شهر يونيو ولم اتصل في زوجتي الجديدة أي اتصال هاتفي وما كان من أمري إلا بأن كلمت أباها وأخبرته بأني عازم على تطليق إبنته, فحدث الطلاق بعد أن قال أهلي لأهل البنت بأني مسحور وأحتاج لعلاج. ولكنني أردت أن أثبت لهم أن الأمر كان خاطئا منذ البداية وأقسمت لهم أن الفتاة السورية لم يكن لها يد في الطلاق ولكنهم لم يقتنعوا، لقد كان موقف أهل الفتاة الفلسطينية موقف الطامع منذ البداية ولم تكن البنت ولا الأهل يطبقون قرآن الله ولا سنة رسوله التي يعرفونها أكثر مني, فكيف بأناس يتكلمون بعيب الكلام وهم في طريقهم إلى بيت الله للصلاة, على العموم تم الطلاق في شهر يوليو 2002.بعد ما حدث وجدت نفسي مخطئافي زواجي ذلك ولكن محقا في طلاقي, فلا أريد أن أعقد الأمر حيث أنه لم يتم البناء بالفتاة.عندما فكرت بالزواج مرة أخرى, لم أجد أمامي غير الفتاة السورية التي تريدني وأريدها, تلك الفتاة التي سمعت مني فأحسنت إسلامها , ولكنني كنت أفكر في أهلي طيلة الوقت, فلا أدري كيف سأتزوجها بعد الذي حدث. فأول ما سيقولونه بأنها هي السبب في طلاقي وفي السحر المزعوم. حينها لم أجد أحدا يستطيع فهمي على الإطلاق فلجأت لأحد أصدقائي المتدينين جدا فنصحني بسرعة الزواج بدعوى أنني غير مستقر نفسيا منذ سنين. و عندما أخبرته عن الفتاة السورية بعينها قال لي:" تزوجها وبعد ذلك إرض أهلك إن استطعت"، ذلك أدخلني في حيرة جديدة خاصة وبعد أن حدث بين أهلي وأهلها حادثين خلال هذه الفترة وهما:* بعد زواجي من الفتاة الفلسطينية, وبينما كنت أصعد السلم الخاص بالبناية مع والدي, قالت الأخت الصغيرة للفتاة السورية (15 عاما) لنا من خلف الباب :" يا نور", وأغلقت الباب بقوة, فقد كانت أختهاالكبيرة في بكاء شديد, فأنا الذي كنت أريد الزواج منها منذ أيام أصبحت الآن زوجا لأخرى، كيف لا وأنا وعدت أهلها بتهدئة الأمور لعلي أقنع أهلي ولكن كان رد فعلي بأن تزوجت من أخرى، بعد تطليقي من الفتاة الفلسطينية, وضع أهلي كل حقدهم على أهل الفتاة السورية متهمينهم بسحري وطلاقي. وفي ذات يوم من شهر سبتمبر أو يوليو 2002م على ما أذكر, رشقت خادمة بيتنا الماء فوقع على أم البنت السورية بينما هي في طريقها للخارج, فأخذت أمها بالصراخ على الخادمة وانتهى الأمر, وبعد ساعات التقى أبي مع أمها بطريق صدفة, فأخذت الأم تقول :" يا جار..... الخطأ يأتي من عندكم, فانظر ما صنعت خادمتكم" فكان رد والدي :"الإنسان الصالح يخرج منه الكلام الصالح, والإنسان البذيء ........", فردت الأم:"أنت البذيء", ودخلت بيتها. * الموقف الآخر كان في سبتمبر 2002م, وبينما أهل الفتاة السورية في طريقهم للرحيل من البناية تجنبا للمشاكل, قذف أخو الفتاة بقايا الثلاجة, وإذ بها تسقط على سيارة والدي التي كانت تقف خلف سور البناية دون قصده. أخبر الشاب أهله فأشاروا عليه أن يبلِغ أهلي عن الأمر واستعدادهم لأي تكاليف, أخبر الأخ أهلي, فما كان إلا أن طلبوا له الشرطة واتهم أبي أمه بفعل الأمر عمدا، استعد أهل الفتاة بأي تكاليف ناجمة, فأخذ أهلي السيارة للوكالة وكان نتيجة ذلك أن أخبرهم أخي الذي شتم الفتاة وأهلها أكثر من مرة بأن التكاليف هي 1900 درهم, فسألوا عن الفاتورة فلم يجبهم, ذهبوا للوكالة فوجدوا أن التكاليف لم تتجاوز 1300 درهما.حدث الكثير بين أهلي وأهلها ولكن هذا معظم ما أذكره, وانتهى الأمر برحيلهم من البناية في اكتوبر 2002م.فكرت مرة أخرى في إمكانية تليين قلب أهلي بعد زواجي من الفتاة السورية, فأخبرت أهلها بأن أتمم زواجي منها دون علم أهلي حيث أقوم بعمل أوراقها لجلبها معي للخارج, وعندها سأخبرهم لعلهم يرضون, ولكن كان الأمر صعبا جدا علي.أحسست أن الأمر قد طال وانا قد اخطات بزواجي الأول فأردت أن أعود بنفسي وأصلح ما هدمت فتزوجت الفتاة السورية وسافرت الى البلد التي يعيش فيه أهلي دون أن أزورهم ولم أخبرهم بهاوكان ذلك للأسباب التالية:1- لا أريد ان أشعل النار من جديد, فأهلي يراقبون كل تحركاتي في كل مرة أزورهم فيها على الإمارات.2- اذا كشفو زواجي منها سوف يؤثرون على الطلب الذي قدمته للسفارة لجلب زوجتي.3- كان الوقت غير مناسب, فهم يظنون أنها السبب في طلاقي الأول.4- نيتي هي إخبارهم قبل أن يتم الزفاف وبعد أن أكون قد أكملت جميع الإجراءات.لم يحالفني الحظ عندما اكتشف أهلي أمر زواجي قبل الموعد الذي كنت أرجوه, لانني وعدت أهل الفتاة. إنكشف الأمر في يناير 2003 بعد أن رآني أحد أصدقائي في مدينة دبي مع زوجتي وظن أنها الفلسطينية التي طلقتها, فأخبر أخي بطريق الخطأ.جاء أبي وأمي إلى البلد التي أدرس فيها وحدثت أشياء كثيرة على العلم أني لم أتكلم بأي شيء يغضبهم في حياتي, ولكن والدي ضربني وطلب مني أن أطلق الفتاة السورية كما فعلت مع التي قبلها فهي ليست بأحسن منها.طلبت أن أرى شيخا لعله يصلح, فأخذ أبي بالبكاء أمام الشيخ, ولم يتح لي الفرصة للتفوه بكلمة أمام الشيخ, فقال لي الشيخ:"عليك بتركها أخذا بالقاعدة الشرعية ترك أقل الضررين", رغم اني متزوج منها ولكن من غير بناء.عاد أهلي للإمارات في مارس 2003م وكلهم أمل أن أطلقها في أسرع وقت. لم أقتنع بتطليقها رغم كل هذا, فأنا في قناعة تامة بأنها قادرة على مساعدتي وإقناع أهلي.عدت إلى الإمارات في أواخر مارس 2003م, وطلبت الإحتكام إلى شيخ عادل يستطيع أن يقطع الحكم, فرفض أهلي, وإذا بهم يحضرون شيخا من طرفهم وأحد أصدقائهم,فسمع من والدي الذي أخذ بالبكاء, فأمرني بتطليقها فورا بغير سماع شيء مني, وعندها جاء أخو البنت, فدخل البيت حيث أبي وأعمامي والشيخ جالسون, وتبعته أخته بعد قليل فخرج أبي لها وقال:"أنت من غير شرف, إذهبي من هنا لعنك الله, أنت غير مرغوب بك".ضربني أعمامي في ذلك المجلس وقالوا لي ماذا تنتظر طلقها الآن, ودخل أخي المجلس فوجد أخا البنت فضربه بحضور الجميع. انتهى الأمر بأن طلبت من الفتاة الحضور إلى المحكمة لعل أحد الشيوخ يحل أمرنا, كان سبب الطلاق هو إرضاءا لوالدي ولكنني أردت أن أرى القاضي قبل أن يتم الطلاق, فما كان من لجنة الإصلاح الا أن حولتنا إلى القاضي بعد أن رفضت دفع أي مهر لزوجتي إن أنا طلقتها, ولكن والدي تعهد بدفع كل المستحقات ليتخلص من الأمر.كان جواب القاضي بعد أن رآني ورأى زوجتي وأبي , بأن لا أحد يجبرك على الطلاق, ولكن أبوك في حالة يستوجب فيها الطلاق, وإن كان لك نصيبا في هذه الفتاة فسوف تأخذه بإذن الله , وكان يود لو أننا جئنا اليه لنراه من بداية المشكلة.طلقت زوجتي في شهر إبريل 2003, وكنت متوقفاعن الدراسة منذ ذلك الوقت حتى يناير 2004م, ذهبت لأعتمر في شهر مايو 2003 وذهبت إلى فلسطين , ثم عدت الى مكان دراستي وقلبي مليء بالحسرة عى فراق زوجتي, كنت تائها ولا أعرف ماذا سأعمل , ووجدت نفسي تعبا جدا ولا أستطيع نسيان ماحدث. بعد وقت علمت بأن زوجتي السابقة على وشك الزواج بعد أن علقتها مدة 3 سنوات , لم أستطع تحمل مايحدث, فلم أكن في لحظة أريد تركها أوتطليقها, كنت ضائعا تماما. بعد مناقشات ومناورات جديدة, أقنعت الفتاة وأخاها الكبير بأني أريد الرجوع إليها , وقلت لهم بأني سوف أتحمل العواقب ووعدت الفتاة بحفظها هذه المرة, فتزوجتها من جديد وبدأت في تتمة إجراءات سفرها حيث أنها الآن جاهزة. علم أهلي من جديد بأني مازلت على علاقة بهذه الفتاة , فحذرني والدي بأنهم سوف يغضبون علي إلى يوم الدين إذا تزوجتها , وبأنهم سوف ينسون بأن لهم إبن, وإنني عاق الوالدين .وقال أبي بأنه أهون عليه بأن يسمع خبر موتي على ما سمع من جديد.وهنا أود الإشارة إلى بعض النقاط الهامة:1- كما أنني أخذت من هذه الفتاة السورية صورتها, فإني أعطيتها صورتي على أمل الزواج منها عندما أعود من الخارج بعد سنة متواصلة عام 2001م.2- قناعتي الداخلية هي أن سبب رفض أهلي لزوجتي هي كونها سورية مع العلم بأنها سوف تحصل على نفس الجنسية الأجنبية التي أحملها في حال زواجي منها, وفي هذه الحالة سيحق لها الذهاب إلى فلسطين معي , حالها مثل حال والدي الذي لا يحمل هوية فلسطينية من الأصل.3- زوجتي لم تقع في أي خطأ تجاه أهلي, حتى أن والدي شتمها ولم ترد عليه بكلمة واحدة وذهبت ببكائها.4- تطاول أخي الصغير (14 عاما ) بشتم الفتاة عندما كان في زيارتي في عام 2002م عبر الهاتف وفي حضوري من غير ردها عليه.5- في ذات مرة إتصل بي والدي وأخبرني أنه علم أخبارا من صديقي الذي رآني مع زوجتي في دبي, وقال لي والدي: "إتصل به لترى حقيقة من سترتبط معها فهي لم تترك شابا إلا وعرفته". إتصلت بصديقي (رحمه الله)وأقسم لي بأن أخي وابن عمتي هم الذين يتكلمون عن الفتاة بحضوره وهو أصلا لا يعرفها.6- أبي تحدث مع أخيها الذي يعيش في الأردن وأخبره بأنه لايريد أن يزوجني من فتاة سورية وقال له أن لحمكم رخيص فتبيعونه للناس.7- رغم أني ما زلت طالبا ولكنني أعمل وعندي المقدرة على الزواج وإعالة اسرتي دون الحاجة لاحد.8- قبل أيام قليلة خطب أخي الكبير فتاة من فلسطين وكان موقف أهلي من هذا الزواج موقف الراضين جدا لكونها فلسطينية دون أن يهتموا لاي جانب آخر دينيا كان أم غيره.9- أمي تقول الآن بانها تكره الفتاة ولا تتصورها زوجة لابنها وبأنها تقبل بأن أتزوج من أجنبية على أن أتزوج من هذه السورية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي نرشدك إليه أولاً هو أن تهون على نفسك وأن لا تسترسل في التفكير في هذا الأمر، وأن لا تجعل للشيطان سبيلاً إلى نفسك ليدخل عليك الغم والحزن، واعلم أن الأمر كله لله، ومن هنا شرعت الاستخارة في الأمور كلها، ثم إننا نسأل الله تعالى أن يجزيك خيراً على حرصك على الخير وسؤال أهل العلم.
والكلام معك هنا في مسألتين أساسيتين:
المسألة الأولى: زواجك من الفتاة السورية، فإن المرء إذا رغب في الزواج من امرأة معينة، ورفض أهله زواجه منها، وسعى إلى إقناعهم، ولكن دون جدوى، فالواجب عليه حينئذ طاعة والديه وترك الزواج منها، ما لم يؤد ذلك إلى الوقوع في الفاحشة بها، لأن طاعة الوالدين واجبة، وزواجه من هذه المرأة بعينها ليس بواجب، فيقدم عليه ما كان واجباً، وقد سبقت لنا فتاوى بهذا الخصوص نحيلك منها على الفتوى رقم: 19361، والفتوى رقم: 6563.
المسألة الثانية: أمر الوالدين لك بتطليقها بعد زواجك منها، فقد سبق أن بينا في فتاوى سابقة أن المرأة إن كانت صالحة، ومرضية في دينها وخلقها، ولم يكن ثم مسوغ شرعي في طلب الوالدين تطليقها أنه حينئذ لا يجب تطليقها بل يجب عليه بر والديه والسعي في إقناعهما، وليبق زوجته في عصمته، وراجع في هذا الفتوى رقم: 1549.
وننبهك إلى بعض الأمور، ومنها:
الأول: أن تجتهد في بر والديك والإحسان إليهما، وإرضائهما بكل سبيل صحيح، فثم الجنة.
الثاني: أنه لا يجوز للرجل إقامة علاقة حب مع امرأة أجنبيه عليه ابتداء، لأن ذلك يفضي إلى كثير من المفاسد والشرور، وراجع في هذا الفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.