عنوان الفتوى : يحرم على الأهل تخبيب الزوجة على زوجها بعد العقد
عقدت قراني(27 سنة) منذ سنة على فتاة ملتزمة(22 سنة) واتفقنا على أن يكون حفل زفافنا في شهر تموز 2004. حدثت خلافات عادية بيننا قبل شهر، استغلتها والدتها (وأعتقد أن والدتها لا تحبني) أدى بخطيبتي (زوجتي) أن طلبت الطلاق. كلما قيمت الأمور وجدت أن الذي حدث لا يبرر أن نحزن يوما واحدا. كما أن خطيبتي ليس سرا تحبني جدا كما أحبها جدا. ولكنها لربما "أخذتها العزة بالإثم" حيث أعلم أن أهلها سينظرون إليها باستنكار إذا عادت إلي. لم يجلس أحد من أهلها حتى والدها وهو رجل فاضل ليفهم المشكلة ويحاول الإصلاح. الكل يقول هي لا تريدك وحسب. أنا أريد الفتاة وهي تريدني ولكن لعب بعقلها من حولها. ماذا أعمل؟ علما أن القانون المحلي يجيز لأية زوجة خلع زوجها دون إبداء أسباب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه المرأة بعد العقد عليها أصبحت زوجتك ويحرم على أهلها أن يفسدوها عليك، ولا يجوز لها الاستماع إلى وشاية الواشين.
وما فعله أهل زوجتك هو ما يسمى بالتخبيب وهو إفساد زوجة الرجل عليه، وهو من الذنوب العظيمة، وهو من فعل السحرة ومن أعظم أفعال الشياطين، كما في صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت، فيلتزمه.
وقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. أخرجه أحمد وابن حبان.
والذي ننصحك به هو محاولة معالجة الأمور بحكمة وذلك بأن توسط بينك وبين أهل زوجتك من له عليهم تأثير، وتعتذر إليهم إن كان قد صدر منك ما يبغضهم أو فهموا ذلك، فإن أصروا على ماهم عليه فاعلم أن من حقك المطالبة بأن تزف إليك، وليس لهم أن يمنعوها منك ولا أن يجبروك على الطلاق ولا على الخلع، فإن لم تجد وسلية تلزمهم بها ولم يكن أمامك إلا القبول بالخلع فالذي نراه أن تقبل بهذه المخالعة وتأخذ ما دفعت لهم، والنساء غيرها كثير، واجتهد أن تختار من أرشدك النبي صلى الله عليه وسلم إلى اختياراها بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. والحديث رواه البخاري وغيره.