عنوان الفتوى : ماذا يصنع المغني بماله إذا تاب من الغناء

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

المال المكتسب من الغناء: شيخي أنقذني وكن بجانبي يرحمك الله ويجزيك خيراً عني، أنا مواطن مسلم مصري تبدأ الحكاية حيث كنت أعمل في إحدى الفرق الموسيقية التي تحي الأفراح في الشوارع والنوادي بمصر وقد هداني الله والحمد لله وتركت هذا العمل والحمد لله، ولكن كونت مالي أولاً من عملي أنا وزوجتي في العمل الحكومي، ثانيا من العمل في هذا العمل الموسيقي وإحياء الأفراح، ثالثا: في ليلة عرسي وزفافي قمت بعمل سهرة كبيرة جمعت فيها أموالاً كثيرة وتسمى في مصر نقطة وملزم أنا بردها، وسؤالي هو: هل واجب علي أن أتخلص من هذا المال وإن كان لازماً يمكن أن أتخلص منه على شكل دفع حيث إن هناك بعض الناس تنتظر مني كل شهر بعضاً من الأموال التي أساعدهم بها، وبعض الأقارب كل عام ويكرمني ربي وأضحي كل عام فلو تخلصت من مالي كله دفعة واحدة سيكون عقبة لأي زميل أن يتبع ما فعلته ويبتعد عن هذا العمل ولا أرضى أن يقال من ضعاف النفوس أني لما حافظت على ديني أصابني الفقر أرجوك أن ترسل لي الإجابة على الإيميل الخاص بي؟ وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد الله أن وفقك للتوبة ونسأل الله أن يثبتك، ونبشرك بقول الله جل وعلا: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82]

وفي الحديث: التوبة تجب ما قبلها. رواه مسلم.

وأما بخصوص الأموال التي بحوزتك، فلا يلزمك التخلص إلا من تلك الأموال التي حصلت عليها من عملك في هذه الفرقة، فقط وأما سائر أموالك بما فيها المال الذي جمعته يوم زفافك فهي حلال لأنها هبة ثواب جائزة.

هذا وإذا تقرر وجوب التخلص من الأموال التي حصلت عليها من عملك في الموسيقى، فإن مصرف هذه الأموال الفقراء والمساكين ولا مانع من دفعها إليهم على دفعات أو دفعة واحدة حسب المصلحة.

المهم أن تميزها عن مالك الحلال، هذا وإذا كنت تجهل قدر هذه الأموال بالضبط فأخرج منها ما يغلب على ظنك أنه حرام فإن غالب الظن يقوم مقام العلم اليقيني، كما ينبغي أن تعلم أن المغني إذا تاب من الغناء فإنه غير ملزم على القول الراجح عند أهل العلم بإخراج قيمة ما استهلكه من تلك الأموال، لكن وإن بقي في يده شيء منها فإن كان فقيراً محتاجاً أخذ منها بقدر حاجته وإن كان غنياً لزمه التصدق بها على الفقراء والمساكين.

والله أعلم.