عنوان الفتوى : من لم يجاوز وساوس السوء نحو أخيه إلى الظلم لم يتبعه منه شيء
هل يحاسب المرء على ما يدور في خاطره من سوء لأخيه حتى ولو لم يفعله وجزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من لطف الله بالعباد أنه لا يؤاخذهم بما يحدثون به أنفسهم.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
والحسد داء سيء، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يسلم منه أحد.
أخرج عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن علية رفعه: ثلاث لا يسلم منها أحد: الطير والظن والحسد. قيل: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ.
وعن الحسن البصري قال: ما من آدمي إلا وفيه الحسد، فمن لم يجاوز ذلك إلى البغض والظلم لم يتبعه منه شيء. وراجع فتح الباري وتحفة الأحوذي.
وبناء على هذا، فالظاهر أن المرء لا يحاسب بما يدور في خاطره من السوء لأخيه إذا لم يؤذه بكلام أو بفعل، ولكن الأفضل للمسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويعرف أنه هو السب في ذلك التحاسد والتباغض، وليصفح عن أخيه ويعتذر له.
واعلم أن المسلم لا يجوز أن يستمر في هجر أخيه. روى الشيخان من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.
والله أعلم.