عنوان الفتوى : هل تجوز مفارقة الأب الذي يتبرأ من أولاده ويطعن في عرض أمهم؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أبي عندما يغضب يمسك آلات حادة ويحاول أن يضربنا: أنا وأمي وإخوتي، ويشتمنا، ويقول: اذهبوا، أعرف من هم آباؤكم، أنتم لستم أولادي، ويطعن في عرض أمي كثيرا.
ما حكم مفارقته؟
مع العلم أني قد نصحت أبي كثيرا، ولكنه لم يستجب.
أفتونا، بارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان قصدك بمفارقته القطيعة؛ فلا تجوز قطيعته، فتجب صلة الوالد والبر به والإحسان إليه مهما صدر عنه من إساءة وظلم. وراجع الفتوى: 299887.

وإن كان قصدك اجتنابه بالقدر الذي يندفع به أذاه؛ فلا حرج في ذلك.

وسبق لنا بيان ذلك في مسألة صلة الرحم المؤذي، فانظر على سبيل المثال الفتوى: 348340.

وقد أحسنت بنصحك لأبيك، وإن رجوت أن يكون النصح أنفع إذا جاء من غيرك كأقرباء وأصدقاء أبيك؛ فاستعن بهم في ذلك. وأكثر من الدعاء له بالهداية والصلاح.

والطعن في عرض الزوجة أمر خطير قد يترتب عليه القذف، والذي هو ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، وجاء فيه وعيد شديد، فقد يقام الحد على صاحبه في الدنيا، أو يكون العذاب الشديد في الآخرة. ويمكن مطالعة الفتوى: 93577.

وقوله: " أنتم لستم أولادي"، إن قصد نفي النسب؛ فهذا أمر خطير أيضا، فقد جاء فيه أيضا وعيد شديد. وانظر الفتوى: 62765.

وقد أوضحنا فيها أن الأب إذا قصد بهذا الكلام التبرؤ من تصرف سيئ صدر عن الأولاد ونحو ذلك فلا يدخل في هذا، ولا يشمله الوعيد.

والله أعلم.