عنوان الفتوى : تقديم شهادة مرضية مزورة من قول الزور ومن الغش المحرم
أنا طالبة جامعية في بلد ما، وأريد أن أعتذر عن دخول مادة، حتى لا أرهق كثيرا في المذاكرة، وفي نفس الوقت أحتفظ بتقدير في هذه المادة. ولكن، لكي أعتذر عن دخول المادة لابد أن آتي بشهادة مرضية لأحد والديَّ من المستشفى، بأنه كان مريضا مرضا حادا في يوم الامتحان، وأنا كنت مرافقة له، والشؤون هي من تدلنا على فعل ذلك.
فهل إذا فعلت ذلك أكون آثمة؟ وهل -مثلا- أنا سأتساوى في النهاية مع زميلاتي اللاتي دخلن جميع المواد، وسيكون لي وقت أكثر منهن؛ لأني لن أحضر محاضراتها، ولا الحصص الخاصة بها، ولكن سأدخلها في الإجازة.
وفي النهاية التقدير العام سيتساوى مع زميلاتي اللاتي دخلن كل المواد. فهل بذلك يكون تعييني في الجامعة كمعيدة، أو حصولي على وظيفة حكومية -بسبب التقدير الذي قد يكون أعلى من تقدير زميلاتي؛ لتوافر وقت أكثر- يكون حراما؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن تقديم شهادة مرضية مزورة إثم مبين، فهو من قول الزور، والغش المحرم.
قال تعالى: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}. وفي الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا، فجلس، فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي الحديث، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من غش فليس منا. أخرجه مسلم.
وفي صحيح ابن حبان: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من غشنا فليس منا، والمكر، والخداع في النار.
وجاء في «الموسوعة الفقهية الكويتية»: التزوير اصطلاحا: كل قول، أو عمل يراد به تزيين الباطل، حتى يظن أنه حق، سواء أكان ذلك في القول، كشهادة الزور، أم الفعل، كمحاكاة الخطوط، أو النقود بقصد إثبات الباطل. اهـ.
ودلالة الشؤون، أوغيرها على تقديم الشهادة المزورة، لا يبيح ذلك لك، ولا يرفع عنك إثمه. فاتقي الله، واجتنبي التزوير، والغش.
وانظري حول الغش، وأثره على الوظيفة والراتب الفتوى: 254476.
والله أعلم.