عنوان الفتوى : كتابة تقرير يخالف الواقع زُورٌ وخيانة للأمانة
بدأت بالعمل في منظمة للمجتمع المدني هدفها تمكين الشباب، ونعمل على مشاريع عديدة، وتقوم جهات أجنبية مانحة بتمويلها.
عملي هو كتابة تقارير إلى تلك الجهات لإعلامهم كيف يتم صرف المبالغ المصروفة لنا. وما لاحظته أنهم يقومون بتزوير توقيع الحضور؛ لكي يكتمل النصاب. ويطلبون مني كتابة تقارير لمشاريع لا يوجد دليل على أنها تتطابق مع الواقع -يستلمون تمويلا دون القيام بالمشروع- فهل ما أفعله يعتبر شهادة زور؟
أنا لست مسؤولة عن أي شيء سوى كتابة التقارير، فهم يعطونني معلومات، وأكتبها بشكل مهني باللغة الانجليزية، وينتهي دوري، لكنني متخوفة من كون عملي هذا يعتبر شهادة زور، لأنني أعلم أن ما يقولونه ليس صحيحا: 100%.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما علمتِ أنه كذب يخالف الواقع، فلا يجوز لكِ إثباته في التقارير التي تكتبينها؛ لما في ذلك من إقرار الكذب، والمشاركة في خيانة الأمانة وقول الزور.
قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية: الزُّور: هُوَ الْكَذِب الَّذِي قد سُوِّي، وَحُسِّن فِي الظَّاهِر ليحسب أَنه صدق. اهـ.
وقال ابن حجر في فتح الباري: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل، ومنه: لابس ثوبي زور- ومنه تسمية الشعر الموصول زورا. اهـ.
وانظري للفائدة الفتوى: 64565.
والله أعلم.