عنوان الفتوى : هل يأثم بترك الصداقة وهل يصرح له بمراده
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا الله في الضعيفين: المرأة، واليتيم).
أنا عندي صديق، أبوه متوفى، وهو يحبني، ويريد أن يلازمني دائما، لا أعرف السبب، لكن لا أرتاح عند المشي معه، ولا أتحمله، ولا أريد مصادقته.
وأنا الآن أريد أن أوصل له فكرة، وهي أن يبتعد عني، لكن المشكلة أن أباه متوفى، ولا أعلم إن كان قد بلغ أم لا (عنده 16 سنة).
وأنا أخاف أن أحزنه، وهو يتيم، فيعاقبني الله.
والآن أريد أن أعرف، هل قولي له: لا أريد مصادقته يعتبر سوء معاملة، وسوء أخلاق معه؟ وإن كان دلوني على طريقة.
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك في ترك مصادقة من تشاء، ولا فرق في هذا بين يتيم، وغيره، ومن بلغ خمسة عشر عاما، فهو بالغ، واليتم ينقطع بالبلوغ، وانظر الفتوى: 299857.
لكن من الأدب، والمروءة ألا تزهد فيمن يقبل عليك ما دمت لا تتضرر بصحبته، قال ابن حزم: في «الأخلاق والسير في مداواة النفوس» (ص40):
لَا ترغب فِيمَن يزهد فِيك، فَتحصل على الخيبة، والخزي، لا تزهد فِيمَن يرغب فِيك، فَإِنَّهُ بَاب من أَبْوَاب الظُّلم، وَترك مقارضة الْإِحْسَان، وَهَذَا قَبِيح. انتهى.
وإذا أبيت إلا ترك مصادقته: فلست مضطرا إلى أن تصرح له بذلك، بل يمكنك أن توصل له مثل هذه الرغبة بطرق غير مباشرة -كالاعتذار عن الزيارات، والتقليل من الاتصالات، ونحو ذلك- مما يفهم منها الطرف الآخر عدم رغبتك في مصادقته.
والله أعلم.